الاثنين، 12 مايو 2014

  
الحلقة التاسعة والعشرون


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : -
أهلاً ومرحباً بكم ، لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلى بركة الله نبدأ حلقة اليوم ،  والتي ستكون عن الشمس ، فهى أقرب نجم إلى الأرض ، وتنتمي إلى فصيلة النجوم القزمة الصفراء ، والشمس تمثل 99 % من كتلة المجموعة الشمسية كلها ، ويقدر العلماء عمرها بنحو أربعة ونصف مليار عام ،  ويقدر العلماء وبحسب كمية الهيدروجين المتبقية أن المتبقي من حياة الشمس حوالي خمسة مليارات عام فقط ، وتتمدد بعدها لتصبح عملاق أحمر يبتلع مدارات الكواكب التي تدور حولها ، ثم تبدأ في الإضمحلال والإنكماش إلى أن تصل إلى قزم أبيض أصغر بكثير من حجمها الحالي ، ثم إلى قزم أسود بعد ذلك ، ولا يعلم الغيب إلا الله ، وتوجد الشمس في إحدى أذرع مجرة درب التبانة ، وتبعد عن مركز المجرة حوالي 30 ألف سنة ضوئية  .


وصف الشمس
وتقدر كتلة الشمس بنحو 1990 تريليون تريليون طن - والتريليون يساوي مليون مليون - أي تمثل   330 ألف مرة كتلة الارض ، وهي قوة كافية لخلق جاذبية كافية للحفاظ على النظام الشمسي بالكامل ، وتبعد عن الأرض مسافة 150 مليون كم ، وتبعد عن أقرب نجم لها مسافة 4.3 سنة ضوئية ، وتبلغ درجة حرارة الشمس في مركزها 20 مليون درجة مئوية ، وعلى سطحها حوالي  6000 درجة مئوية ، أما البقع الشمسية فهي أقل حرارة إذ تبلغ 4,000 درجة مئوية ، وتبلغ سرعة الرياح الشمسية 3 مليون كم / س ، وتفقد الشمس بالإشعاع حوالي عشرة ملايين طن كل ثانية من مادتها ، كما تفقد 600 مليون طن كل ثانية من مادتها بالتفاعلات النووية في قلبها . 

مكونات الشمس
تتكون الشمس مثل باقي النجوم من الهيدروجين كمكون أساسي بنسبة 92 % ، وخلال عملية إنتاج الطاقة تتحول ذرة الهيدروجين إلى الهليوم والذي يمثل 7.8 % من مكونات الشمس ، والباقي عناصر أخرى مثل الأوكسجين والذي يمثل 0.06 %  والكربون والكبريت والنيتروجين .
سؤال كيف عرف العلماء العناصر التي تتكون منها الشمس ؟
الإجابة بالتحليل الطيفي الدقيق لضوء الشمس .

طبقات الشمس
وطبقات الشمس ثلاثة وهى كالتالي : -
1 -  منطقة الفوتوسفير
وهي الطبقة السفلى لجو الشمس ويبلغ سمكها 500 كم تقريبا ، وتنطلق منها الإشعاعات الشمسية والتي تقع في الضوء المرئي ، ودرجة حرارتها تبلغ حوالي 6000 درجه مئوية
2 - منطقة الكروموسفير
يمتد سمكها إلى بضعة ألاف من الكيلومترات ، والغازات المكونة لها أقل كثافة وأكثر شفافية من منطقة الفوتوسفير ، وإشعاعاتها ضعيفة في الضوء المرئي ولكنها قوية في الأشعة السينية وفوق البنفسجية والرادوية ، درجة حرارتها تصل إلى  حوالي 50 ألف درجة مئوية .
3 -  منطقة الكرونوسفير ( إكليل الشمس أوالكرونا )  
وهي الطبقة الخارجية لجو الشمس ، وتمتد ملايين الكيلومترات ، حيث تقل كثافتها وشفافية غازاتها عن الكروموسفير ، وإشعاعاتها ضعيفة في الضوء المرئي ، ولكنها قوية في الأشعة البنفسجية ، والفوق بنفسجية ، والسينية ، والرادوية ، ودرجة حرارتها تصل إلى ملايين الدرجات المئوية .

سؤال ما المقصود بالبقع الشمسية ( كلف الشمس )  ؟ .
هي مناطق اضطراب ومساحات قاتمة تتواجد على سطح الشمس ، وتكون أبرد من المناطق التي حولها ، وتظهر على شكل بقعة ‏مستديرة أو بيضاوية مركزها مظلم نسبيا ، وتكون مملوءة بطاقة مغناطيسية يمكن أن تنطلق ‏كبركان ، وتنمو البقع وتتسع وتستغرق في ذلك من أسبوع إلى أسبوعين ، وتستغرق حوالي أسبوعين آخرين لتتلاشى .


سؤال ما المقصود بالإنفجارات الشمسية ؟ .
تحدث الإنفجارات الشمسية عندما تزيد الطاقة المغناطيسية وتتحرر فجأة ، فينبعث ضوء أبيض شديد التوهج نتيجة لذلك  ، والإنفجار الشمسي يطلق الغازات المشحونة كهربائيا بسرعة ثلاثة ملايين كيلومتر في الساعة باتجاه الأرض ، وإن بعضها يخترق الغلاف المغناطيسي للأرض ، وتؤثر على إحدى طبقات الغلاف الجوي وهي طبقة (الأيونوسفير ) ، مما يؤثر على الاتصالات اللاسلكية على الأرض ، خاصة وأنها تعتمد على الموجات الكهرومغناطيسية .

ما المقصود بالرياح الشمسية ؟ .
الرياح الشمسية تعتبر من أكبر العوامل التي تؤثر في طبقة (الماجنيتوسفير) المغناطيسية للأرض في طبقات الجو العليا ، بما تحمله من إلكترونات حرة سالبة ، ونوى ذرات الهيدروجين والهليوم التي تحتوي على البروتونات الموجبة ، وتندفع الرياح الشمسية عادة بسرعة 320 كم / ث ، ولكنها قد ترتفع إلى أكثر من 800 كم / ث عند ذروة النشاط الشمسي ، وخاصة عند حدوث الإنفجارات ، وتقوم الشمس بهدم مجالها المغناطيسي كل ألف عام ، والأرض غيرت مجالها المغناطيسي 176 مرة منذ نشأتها منذ 4550 مليون سنة وحتى الآن ، ولا أحد يعرف كيف يحدث ذلك .


سؤال : - كيف استطاع العلماء قياس درجة حرارة سطح الشمس ؟ .
بالإستدلال أي من العلاقة القائمة بين درجة حرارة جسم ما ، وطول الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة منه ، أوضح لكم أكثر ، الموجة الكهرومغناطيسية تقاس  بوحدة تسمى أنجستروم ، فإذا كان طول الموجة أنجستروم واحد ، فمعنى هذا أن الذي بعثها تكون درجة حرارته ألف درجة مئوية مثلاً ، وإذا كان طول الموجة 2 أنجستروم تكون الحرارة ألفين درجة مئوية ، وهكذا .

سؤال كيف تولد الشمس طاقتها الرهيبة ؟ .
الإجابة الشمس ببساطة - قنبلة هيدروجينية هائلة ، تتم فيها تفاعلات نووية حرارية ، وهى تفاعلات دمج وليست شطر ، أوضح لكم تندمج كل 4 ذرات هيدروجين من مادة الشمس معاً وتتحول إلي ذرة هيليوم ، وحسب قانون بقاء المادة ، فالمفروض أن مجموع كتلة 4 ذرات الهيدروجين تساوي كتلة ذرة الهيليوم ، ولكن كتلة ذرة الهيليوم الناتجة من التفاعل أقل من مجموع كتل ذرات الهيدروجين الأربع الداخلة في التفاعل ، والسؤال الآن أين يذهب النقص في الكتلة ؟ .
النقص في الكتلة هو الذي يتحول إلى طاقة ، فألسنة اللهب تخرج من الشمس وتتمدد عبر الفضاء الكوني لمسافة مئات الألوف من الكيلومترات ، فالشمس هى المصدر الأساسى للأشعة الكونية التي تصلنا على الأرض .
سؤال ماذا يعني بالشمس الغاضبة ؟ .
الشمس الغاضبة هى بمثابة مجموعات البقع الشمسية الكبري ، التي تمتد ألسنتها المتوهجة خارج الشمس مسافات هائلة حوالى 100 ألف ميل ، وبعضها قد يعود لسطح الشمس مرة أخرى .


ما المقصود بكل من مطلع الشمس ، ومغرب الشمس  ؟ .
يوجد جزء على سطح الأرض وبالتحديد الدائرة القطبية حول كل من القطبين المتجمدين الشمالي والجنوبي  ، تظل الشمس فيه مشرقة ( طالعة ) لمدة ستة أشهر ، ثم تغيب عنه ستة أشهر أخري ، بمعني أن طلوع الشمس يظل ستة أشهر بدون غروب ، كما أن غروب الشمس يظل ستة أشهر بدون شروق ، وقد ذكر القرآن الكريم هذه الظاهرة بإسم مطلع الشمس ، ومغرب الشمس .
قال تعالى : - ( حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ) سورة الكهف أية 86 ، والغالب كما في كتب التفسير أن مغرب الشمس هي الدائرة القطبية ، وقال تعالى : - ( حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا ) سورة الكهف أية 90 ، ومطلع الشمس يعنى الدائرة القطبية التي تظل فيها الشمس مشرقة (طالعة ) لمدة ستة أشهر لا تشرق فيها الشمس ولا تغرب .


عبادة الشمس والكواكب في الجاهلية 
 لقد سيطرت الشمس على عقول قبائل العرب في الجاهلية ، فكانت قبيلة حمير تعبد الشمس ، كما كانت قبائل أخري تعبد كواكب أخرى ، فقبيلة كنانة كانت تعبد القمر ، وقبيلة قريش في الجاهلية كانت تعبد الزهرة ، ومن قبل كان قوم ابراهيم عليه السلام يعبدون المشترى ، ألم تسمعوا عن عبد شمس ، وعبد الزهرة ، فجاء القرآن الكريم لينهي نهياً قاطعاً عن ذلك ، قال تعالى : - ( لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) سورة فصلت أية 37 .
وهذه الأية تمثل إعجازاً علمياً ، إذ كانت تقتضي قواعد اللغة العربية أن يأتي الضمير في كلمة (خلقهن ) في صيغة مثنى ( خلقهما ) أى الشمس والقمر ، ولكنه جاء بصيغة الجمع ، بمعنى جنس كل ما هو شمس ، وجنس كل ما هو قمر ، لأنه سابق في علم الله  تعالى أنهما ليسا شمساً وقمراً ، بل شموس وأقمار ، ووقت نزول القرآن الكريم لم يكن معروفاً للناس سوى شمس وأرض وقمر .

ما الفرق بين الضياء والنور ؟ .
كلاهما نور ، ولكن الضوء نور مصحوب بحرارة ، أما النور فهو نور بغير حرارة ، ولهذا السبب يقال ضوء الشمس ونور القمر ، قال تعالى : - ( هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً ) سورة يونس أية 5 ، فالضياء للشمس لأنه نجم مضء بذاته ، والنور للقمر لأنه مستضاء بغيره .


البطاقة الشخصية للشمس

  
الإسم                   : -       الشمس .
اسم الوالد              : -       ليس هناك والد وإنما هناك خالق .
اسم الوالدة             : -       مجرة درب التبانة .
تاريخ الميلاد          : -        قبل نحو 4600 مليون سنة .
محل الإقامة           : -        في مركز المجموعة الشمسية ، وعلى طرف إحدى أذرع                                        المجرة .
الشكل                   : -       الظاهري قرص ، والحقيقي سحابة غير منتظمة الشكل .
عدد الأبناء             : -       ثمانية كواكب .
الطبيعة                 : -       غازية .
البعد عن الأرض     : -       حوالي 150 مليون كم .
الحجم                   : -       حجم الأرض 1،3 مليون مرة .
الكتلة                    : -       كتلة الأرض 333 ألف مرة .
درجة الحرارة         : -       على السطح 6000 درجة مئوية ، وفي مركزها 20 مليون                                       درجة .
نكتفي بهذا القدر من معلومات حول الشمس ، والآن تعالوا ننتقل إلى نقطة أخري وهى الضوء .

تعريف الضوء
إن الأشعة التي تصلنا من الشمس ، تأتي عبر الفضاء في موجات مختلفة في أطوالها ، وهى تلك الموجات التي تحدث ألوان الطيف السبعة المنظورة المعروفة للجميع ، الأحمر ، والبرتقالي ، والأصفر ، والأخضر ، الأزرق ، النيلى ، البنفسجي ، أما الموجات الكثيرة التي تأتي تحت الأحمر أو فوق البنفسجي ، فلا تراها أبصارنا ، واختلاف الموجات في أطوالها هو الذي يفرق بينها في ألوانها وتأثراتها .
فالضوء هو عبارة عن إشعاع كهرومغناطيسي ، له طول موجي  ، واللون الأبيض هو مزيج من كل ألوان الطيف ، بينما اللون الأسود هو غياب كامل للضوء ، ويمكن للعين البشرية أن تستطيع رؤية الأجسام الغيرشفافة من خلال انعكاس الضوء عليها ، والذي تراه العين البشرية هو الضوء الذي يقع طول موجته بين  750 نانومتر ( وهو الضوء الأحمر) و370 نانومتر (وهو الضوء البنفسجي) ، والعين قادرة كذلك على التمييز بين الألوان المختلفة المكونة للضوء العادي ، حيث لكل لون خواص مختلفة عن اللون الآخر وتقع ضمن حدود أطوال الموجات التي ذكرناها ، أما أطوال الموجات الأقصر أو الأعلى من ذلك لا نستطيع رؤيتها بالعين المجردة ونحتاج إلى أجهزة معينة كي نستطيع الاستدلال عليها ، مثل الأشعة تحت البنفسجية ، أوالأشعة فوق الحمراء ، أو أشعة جاما ، أو الأشعة السينية ، أو مثلاً الموجات المخصصة للراديو وغيرها .
سرعة الضوء
سرعة  الضوء 300 ألف كم / ث  في الفراغ ، وعند عبور الضوء خلال مواد شفافة مثل الزجاج أو الهواء تقل سرعته ، وتختلف سرعة الضوء خلال مروره في المواد حسب طبيعة شفافيتها ، وتصبح أقل من تلك المحسوبة في الفراغ ، والنسبة بين سرعة الضوء في الفراغ وسرعته خلال مادة ، تسمى معامل الإنكسار .

اسمحولي نكتفي بهذا القدر من معلومات عن الضوء ، وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية الحلقة ، وأحب أنوه إلي أن الحلقة القادمة إن شاء الله ، ستكون آخر حلقة في حلقات الخواطر، أترككم في رعاية الله وأمنه ، على أمل اللقاء بحضراتكم الأسبوع القادم
أستودعكم الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات:

الحلقة الثلاثون  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : - أهلاً ومرحباً بكم ، لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلى بركة الله نبدأ حلقة ...