خواطر د/ مصطفي جادالله في كتاب الله المنظور
إهداء
1 - إلي أبي وأمي ( اللهم ارحمهما كما ربياني صغيراً ) .
2 - إلي من قال الرسول صلي الله عليه وسلم في حقها : - ( خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة ) .
3 - إلي قرة العين أبنائي ( أحمد ، آلاء ، وعبد الرحمن ) ، اللهم اجعلهم من الصالحين .
4 - إلي كل من يقرأ كلماتي .
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله .
الحلقة الاولي
مقدمة الحلقة : -
هل الروح هي السر الإلهي وإذا خرجت مات الانسان ؟
وهل للملائكة روح ؟ وهل للطيور والحيوانات روح ؟ .
وهل نحن نحب ونكره بالقلب ، أم بالعقل ، أم بالروح ، أم بالفؤاد ، أم بالجسد ؟ .
وهل لو شخص أجري جراحة زرع قلب ، هل مشاعره تتغير مع زوجته مثلاً ؟ .
وعلي من تقع المسئولية في الإنسان ، وبالتالي يتحمل العذاب في الأخرة ، أويكافيء بالنعيم في الجنة ؟ .
الشخص الكافر ما هو الكافر فيه ، هل البدن ، أم الروح ، أم النفس ، أم الفؤاد ، أم كل هؤلاء ؟
الإجابة على هذه الأسئلة ، ضمن حلقة الغد إن شاء الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : -
أهلاً ومرحباً بكم ، لنبدأ سلسلة حلقات ، خواطر د / مصطفى جادالله فى كتاب الله المنظور، والتى سنتكلم فيها عن الكون ، طاعة لأمر ربنا حيث يقول فى كتابة الكريم : - ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشيء النشأة الأخرة إن الله على كل شيء قدير) سورة العنكبوت أية 20 .
فعلى بركة الله نبدأ الحلقة الأولى ، وسنتكلم اليوم عن النفس البشرية وطبيعتها ، لنتعرف عليها عن قرب ، قبل إنطلاقنا فى كون الله المنظور .
فالإنسان مكون من جزئين رئيسيين وهما : -
1-البدن : - وهو الجسد المعروف للجميع .
2- الذات : - وهي عبارة عن ( الروح والنفس والعقل والفؤاد ) .
عندما تكلم الله عن الروح قال تعالي : - ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أُوتيتم من العلم الإ قليلا ) سورة الإسراء أية 85 ، من أمر ربي : أي من خلق ربي وليس من ذات ربي ، وعندما تكلم الله عن النفس قال تعالي : - ( كلُ نفس ذائقة الموت وإنما توفون أُجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) سورة آل عمران أية 185
إذن النفس هي التي تموت ، وليست الروح .
والأن أوضح لكم أن الروح من خلق الله ، وليست من ذات الله ، لأنها لو كانت من ذات الله لأصبحنا جميعاً آله ، أو أنصاف آله ، قد تأتي الروح مضافة لله في بعض الآيات من القران الكريم مثل قوله تعالي : - ( ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ) سورة التحريم أية 12 .
أضاف الله تعالي الروح له ، تشريفاً وتعظيماً للروح ، والأضافة نوعان : -
1-إضافة صفات : - مثل ( يد الله ، سمع الله ، بصر الله ) ، فهذه الصفات لا تقوم بذاتها وبالتالي فهذه الصفات غير مخلوقة
2- إضافة أعيان : - مثل ( بيت الله ، ناقة الله ، روح الله ) وهذه الأعيان تقوم بذاتها ، بمعنى نستطيع أن نقول هذا بيت الله ، وهذا بيت أحمد ، وهذا بيت محمد ، إذن جميع الصفات هذه مخلوقة ، وحادثة بما فيها الروح .
والإنسان هو المخلوق الوحيد الذي لديه روح ، وهذا هو سر سجود الملائكة لأبونا آدم .
إذاً الملائكة ليس لديها روح ، بل لديها نفسٌ ملائكية ،....... وكذلك الطيور ، والحيونات ليس لديها روح ، بل لديها نفسٌ حيوانية .
الروح ليست السر الإلهي والتي لو خرجت مات الانسان ، فالروح تخرج من البدن كل يوم وقت النوم ، تاركةً البدن يعمل بكل كفائة ، أما الموت فهو خروج الذات من البدن .
إذاً الإنسان الحقيقي هو الذات ، أما البدن فهو مجرد حاوية فقط للذات .
واعلموا أن جميع الأبدان مسلمة بما فيها بدن الكافر، فالكافر في الإنسان هو ذاته وليس بدنه . وغير هذا أننا نحب ، ونكره ، ونري ، ونسمع ، بالفؤاد ، مصداقاً لقول الله تعالي ( ما كذب الفؤاد ما راي ) سورةالنجم أية 11 ، و قوله تعالي : - ( ولتصغي اليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالأخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون ) سورة الأنعام أية 113.
وهناك مثال أخر من الحياة الواقعية ، ما حدث للدكتور / أحمد بهجت .. صاحب قنوات دريم ، حيث أجريت له عملية زراعة قلب ورئتين ، وبعد العملية بفترة سألوا زوجته عن مشاعره نحوها ، فأجابت أن مشاعره لم تتغير البته ، وهذا ما يوضح بأن القلب المعروف لدينا جميعاً ، ما هو الإ مضخة للدم فقط ، و أن القلب الحقيقي في الذات .
والأن ننتقل الي نقطة أخري ألا وهي ، علي من تقع المسئولية في الانسان ؟ .
الإجابة هي أن المسئولية في الإنسان تقع علي النفس ، علي سبيل المثال. السيارة عبارة عن هيكل السيارة (Body ) ، وموتور السيارة ، والسواق ، إذا السيارة عملت حادث علي من تقع المسئولية ؟ علي هيكل السيارة (Body ) ، أم موتور السيارة ، أم السواق ، أكيد علي السواق .فإذا فرضنا أن هيكل السيارة (Body ) هو البدن ، وموتور السيارة هوالدماغ ، فإن السائق هو النفس . فكما أن السواق هو المسئول عن الحادث ، فإن النفس هي المسئولة في الإنسان ، قال تعالي : - ( كل نفس بما كسبت رهينة )سورة المدثر أية 38 ، وقال تعالي : - ( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ) سورة ق 21 أية ، وقال تعالي : - ( يأيتها النفس المطمئنة إرجعي إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) سورة الفجر آيات ( 27 ، 28 ، 29 ، 30 ، ) ، وقال تعالي : - ( فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) سورة ال عمران أية 25 ،وقال تعالي : - ( ونفسٍ وما سواها .فألهمها فجورها وتقواها ) سورة الشمس أيات 7 ، 8 ، وكان الرسول محمد صل الله عليه وسلم كثيراً يقول : - (والذي نفسي بيده )،ويقول أيضاً ( والذي نفس محمد بيده )
فالنفس عاقلة ، ولا تقام الحجة الإ علي العاقل ، ففي عالم الذر عندما أحيانا الله كنا بالذوات فقط دون الأبدان ، وأقام ربي الحجة علي النفس ،قال تعالي : - ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم قالوا بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) سورة الأعراف أية 172 .
إذن الموت هو خروج الذات من البدن فيتحلل البدن إلي تراب ، أو حجارة ، أو حديد أما الذات فتذهب الي عالم البرزخ .
توضيح هذه الأمور بالتفصيل في اللقاء القادم إن شاء الله .
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هناك تعليقان (2):
بسم الله الرحمن الرحيم إنما المسيح عيسي ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه صدق الله العظيم. كان عندى لبس في فهم هذه الايه الكريمة و الان زال اللبس .."واعلموا أن جميع الأبدان مسلمة بما فيها بدن الكافر" يا لها من جمله تثير في النفس الخضوع لله اللهم اجعلني مسلمة لك بدنا و ذاتا(الروح و النفس و العقل و الفؤاد)
نسأل حضرتك الدعاء بالإخلاص وان يتقبل الله هذا العمل خالصاً لوحهه
إرسال تعليق