الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013




الحلقة الرابعة 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .   
علي بركة الله نبدأ ( الحلقة الرابعة ) ونستكمل فيها حديثنا عن نشأة الكون .          
في الحلقة الماضية ، توصلنا إلي بعض الحقائق الأ وهي ، أن الكون ( حادث ) أي لم يكن موجوداً في لحظة ما ، بل كانت مادة الكون جميعها ( من ذرات ومجموعات شمسية ومجرات وداليات وخلافة ... ) ، كانت متحيزة بداخل النجم الأولي ، الذي لا يستطيع العقل البشري تخيله من صغره ، وكثافته ، وطاقته المكنونة بداخله .                                             
 نعود مرة أخري للنجم الأولي ، قبل الإنفجار العظيم : أي  ( الفتق الأول ) ، كان الكون كله عبارة عن ( مادة وطاقه ) مكنونتان بداخل النجم الأولي ، ولا يوجد زمان ، ولا مكان .  
هناك قاعدة علمية احفظوها حفظاً جيداً ، تقول : - ( لا زمان بغير حركة ، ولامكان   
بغيرمادة )  .
و بحول الله وقوته حدث الإنفجار العظيم للنجم الأولي ، مولداً طاقة مهولة ،وغلالة من الدخان ، وبدأ الكون في الإتساع منذ الأنفجار العظيم حتي وقتنا الحالي ، وتكونت السماوات والأرض من غلالة الدخان ، مصداقاً لقول الله تعالي : - ( ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين ) سورة فصلت أية 11        

سؤل الإمام مالك عن معني الإستواء فقال : - الإستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والسؤال عنه بدعة ، والإيمان به واجب .                          
 نعود مرة أخري للأنفجار العظيم ( الفتق ) ، عندما أخذت درجات الحرارة في الإنخفاض ، و تكونت ذرات الهيدروجين ،  ثم ذرات الهيليوم ، ومن ثم بدأ الكون في التشكل من سماوات ، و أرض ، ومجموعات شمسية ، ومجرات ...........ألخ ) ، كما بينت في الحلقة الماضية ، ننتقل إلي نقطة ثانية وهي أتساع الكون .                                                             
خلق الله تعالي الكون علي إتساع ، أي قابل للأتساع ، قال تعالي : - ( والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون ) سورة الذاريات أية 47 ، بأيد : أي بقوةٍ .              
فالكون يتسع بقوة دفع للخارج ، ناتجة من الإنفجار العظيم قوة كبيرة جداً ، تقابلها قوة تجاذب ضعيفة جداً تريد أن تجذب الكون مرة أخري إلي بدايته الأولي .                          
سؤال : - هل معدل إتساع الكون من مليار سنة مثل معدل إتساعه الأن ؟         
الإجابة : - يقول العلماء الفلكيون : -( لا ) ، لأن معل إتساع الكون الآن أقل مما كان عليه قبل مليار سنة ، ويرجع ذلك إلي أن القوة الدافعة للخارج ( قوة الطرد المركزي ) بتقل تدريجياً ، وقوة التجازب للداخل تزيدتدريجياً وسيأتي يوم تتساوي فيه القوتان ، ( قوة الدفع للخارج ،وقوة التجازب للداخل ) ، وبعدها يحدث العكس تزيد قوة التجازب وتقل قوة الدفع للخارج ، وحينئذ يبدأ الإنسحاق العظيم ( الإنكماش العظيم ) ،  وهو عكس الإنفجار العظيم تماماً .      
 أوضح لكم بمثال كيف يتم الإنكماش العظيم ؟        
 كان الناس قديماً عندما يكتبوا رسالة، يكتبوها علي قطعة من الجلد ، أو ورق البردي ، أو الورق المعروف لدينا الأن ، ثم يقوم بلفها بعضها علي بعض  بشكل إسطواني ، أكيد رأينا ذلك في الأفلام القديمة ،
صورة ‏‎Dr-abdirizak Fahiye‎‏.


 المهم ، ما تم كتابته في الرسالة يسمي ( كُتب ) ، والجلد أو الورق التي ُكتب عليه يسمي ( سجل ) ، وهذا بالضبط ما سيحدث للكون إن شاء الله في أخر الزمان هو نفسه ما حدث للرسالة ، مصداقاً لقوله تعالي : - ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين ) سورة الأنبياء أية 104.
 قبل بداية الإنسحاق العظيم ، الكون الأن عبارة عن أربع جواهر : - 1-جوهر الزمان ، 2- جوهر المكان ، 3- جوهر المادة ، 4- جوهر الطاقة . تذكروا القاعدة التي قلتها في بداية الحلقة : - لا زمان بغير حركة ، ولا مكان بغير مادة . بدأ الأنكماش العظيم ، زادت قوة التجازب وأخذ الكون في الإنكماش ،حينئذ يتلاشي جوهر الزمان ، ويتلاشي ايضاً جوهر المكان ، وأصبح الكون كله عبارة عن مادة وطاقة فقط ينجذب أكثر وأكثر ، حتي يعود إلي صورتة الأولي تماماً ، ( جرم لا يتخيله العقل البشري من صغره وكثافته وطاقته ) ، وهذا هو( الرتق الثاني ).

إنتهي كل شيء ، نعم إنتهي كل شيء ، يامن تتنافسون علي الدنيا ، يا من ضيعت عمرك في ظلم الناس ،والإفتراء عليهم ، وظلمهم وقتلهم ، إنتهي كل شيء ، يا من كذبت ، وعذبت ، وارتكبت المعاصي ، وأغضبت الله ، في سبيل الوصول لمنصب ، أو أرضاء لفلان أو علان ، إنتهي كل شيء ، يا من هتكت الأعراض وقلت أنا عبد مأمور ، لا والله لو كنت عبداً ماموراً حقاً ، لأخذت القران والسنة منهجاً ، إنتهي كل شيء ، يا من قطعت الأرحام ، يا من سرقت ، يا من أزللت خلق الله في أقسام الشرطة ، يا من كنت عاق لوالديك , إنتهي كل شيء ، يامن عصيت الله في السر والعلن ، يامن قذفت المحصنات العفيفات ، يا من منعت أختك من الميراث . أنتهي كل شيء ، يامن ظلمت زوجتك ، يامن شربت الخمور ، يامن أذيت الجيران بالقول والفعل ، يامن كنت تسخر وتستهزيء من الملتزمين والعلماء ،
إنتهي كل شيء ، يا من نسيت ربك . قال تعالي : - ( يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) سورة غافر أية 52 ،                

إنتهي كل شيء ولم يبقي الإ الله الواحد الأحد ، قال تعالي : - ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) سورة غافر أية 16 .              

حدث الرتق الثاني ، ورجعنا مرة أخري لنقطة البداية ، حينئذ يأمر الله الجرم الصغير والذي يعجز العقل البشري تخيله ، أن ينفجر ويحدث مثل ما حدث في الانفجار العظيم أول مرة ، ويتكون سماوات جديدة ، وأرض جديدة ، كم حدث في الفتق الأول قال تعالي : - ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار ) سورة ابراهيم أية 48 ، وقال تعالي : - ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين ) سورة الأنيياء أية 104 نكتفي اليوم بهذا القدر علي أن نكمل حديثنا في اللقاء القادم إن شاء الله .
 أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات:

الحلقة الثلاثون  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : - أهلاً ومرحباً بكم ، لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلى بركة الله نبدأ حلقة ...