الحلقة الثالثة عشر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً ومرحباً بكم لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلي بركة الله نبدأ الحلقة .
ما زال حديثنا متواصل عن الغلاف الجوي للأرض ، واسمحوا لي أن نطرح عدة أسئلة
هل تعلمون كم يبلغ وزن الغلاف الجوي للأرض ؟ .
وهل من الممكن أن يقع الغلاف الجوي على الأرض ؟ .
وكيف يستقر في مكانه ، وما هي القوانين التي تجعله يلتصق بالأرض ولا يغادرها ؟ .
الإجابة إنها قوة الجاذبية من جهة ، وسماكة هذا الغلاف من جهة أخرى......
أحبتي في الله حتى نتمكن من فهم كلمة ( السماء ) كما وردت في القرآن الكريم ، فعلماء اللغة يعّرفون السماء على أنها كل ما علاك ، أي أن السماء هي كل شيء فوقك ،فالغلاف
الجوي هو سماء بالنسبة لنا ، فهو يحتوي علي السحب التي ينزل منها المطر.
ولذلك قال الله تعالى : - (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) سورة المؤمنون أية 18 .
وتمتد السماء مليارات السنوات الضوئية ، لمسافة لا يعلم حدودها إلا الله تعالى ، وكل ما نراه من مجرات وغبار كوني هو في السماء الدنيا التي زينها الله بهذه المجرات والنجوم
والقرآن طرح أمراً منطقياً وعلمياً لم يكن أحد يتصوره زمن نزول القرآن الكريم وهو إحتمال أن تقع السماء على الأرض ، ولكن كيف يمكن أن يحدث ذلك علمياً ؟.
زمن نزول القرآن لم يكن أحد يتصور أن الغلاف الجوي للأرض له وزن ثقيل جداً ، ولم يكن أحد يعلم شيئاً عن مخاطر زوال هذا الغلاف أو انهياره .
ولكن القرآن عبَّر عن هذه الحقيقة المحتملة بآية عظيمة ، حدثنا من خلالها عن نعمة من نعم الخالق تبارك وتعالى ، فهو الذي يمسك هذا الغلاف الجوي فلا يتبدد و لا يزول .
في زمن نزول القرآن لم يكن أحد يعلم أن الهواء له وزن ، وإذا ما حسبنا وزن الغلاف الجوي للأرض نجده مساوياً 5 مليار مليار كيلو جرام أي ( 500 مليون مليون طن أو 5 مليون بليون طن ) .
تصوَّروا لو أن حجراً وزنه 5 مليار مليار كيلو جرام سقط على الأرض ماذا سيفعل ؟ .
إن الذي يمسك هذا الغلاف الجوي هو الله تعالى ، يمسكه من خلال القوانين التي سخرها لتحكم هذا الغلاف . فمثلاً لو كانت كثافة الغلاف الجوي أقل مما هي عليه الآن ، لتبخر وهرب إلى الفضاء الخارجي .
ولو أن جاذبية الأرض كانت أقل مما هي عليه الآن ، لم تتمكن الأرض من الإمساك بهذا
الغلاف الجوي ، ولذلك فإن الله تعالى إختار الحجم المناسب ، والوزن المناسب لكوكب الأرض بما يضمن بقاء الغلاف الجوي متماسكاً .
ومن هنا يمكننا أن نفهم معنى قول الله تعالى : - ( وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) سورة الحج أية 65 .
ويمكن أن نفهم هذه الآية بطريقتين ، والعجيب أنه لا يوجد تناقض بين العلم والقرآن في كلتا الحالتين : -
1- إذا فهمنا أن السماء تعني الغلاف الجوي فهذا صحيح ، وإن سقوط الغلاف الجوي على الأرض وعدم بقائه متماسكاً في مكانه ، يشكل كارثة تؤدي إلى زوال الحياة من على الأرض ، ومن رحمة الله بعباده أنه يُبقي هذا الغلاف في مكانه ، فهو الذي يمسكه سبحانه وتعالى .
2- إذا فهمنا أن السماء هي الفضاء الخارجي خارج الأرض فهذا صحيح أيضاً ، وهذا يعني أن أي إصطدام لجزء من أجزاء السماء ، مثل مذنب أو كويكب أو نيازك عملاق ، سوف يؤدي إلى كارثة عظيمة وزوال الحياة من على الأرض .
ويؤكد العلماء أن إحتمال إصطدام حجر نيزكي بالأرض هو أمر منطقي ، يمكن أن نفهم الآية الكريمة على أنها تخبرنا بنعمة من نعم الله تعالى، وهي أنه عز وجل يمسك هذه الأجرام الكونية في مكانها ، ولا يدعها تقترب من الأرض ، وقد سخَّر القوانين اللازمة لضمان سلامة الأرض وبقائها بعيداً عن مدارات الكويكبات والنيازك والأحجار التي تسبح في فضاء المجموعة الشمسية.
ولا نملك إلا أن نحمد الله تعالى على هذه النعمة ونقدّر قوله تعالى : - (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) ، فالحمد لله .
لماذا نري السماء زرقاء وما هي كذلك ؟ .
من المعروف أن سماء الأرض ليست طبقة بحد ذاتها ، وإنما هي ناتجة عن الغلاف الجوي الذي يحيط بها ، والذي يتكون من غازات مختلفة وبأحجام مختلفة وعوالق جوية من أتربة ورمال وغيره .
فعندما يصطدم ضوء الشمس بالجزيئات التي هي أكبر من طول موجة الضوء ، ينعكس الضوء في جميع الإتجاهات ، وإذا إصطدم الضوء بجزيئات أصغر من طول موجة الضوء مثل الأكسجين ، يحدث تشتت للضوء فنظراً لوجود كميات كبيرة من الجزيئات
الصغيرة ، وحيث أن التشتت يرتبط بطول الموجة للضوء ، وكذلك أن اللون الأزرق يتشتت بحوالي تسع مرات أكثر من اللون الأحمر، وبسبب هذا التشتت للون الأزرق أكثر من غيره ، تظهر لنا السماء (أو بالأدق الغلاف الجوي) باللون الأزرق الجميل .
لذلك فإن الضوء الأزرق الناتج من الإنعكاس على الجزيئات الصغيرة يتجه بكمية أكبر من الألوان الأخرى إلى أعيننا وبذلك نرى السماء زرقاء .
أما في الشروق والغروب حيث يشاهد الشفق الأحمر صباحا ومساء ، نتيجة مرور الأشعة الشمسية بطبقات الغلاف الجوي الملوثة القريبة من الأفق ، الأمر الذي يزيد من تشتت الموجات الضوئية ، ولا يصلنا من الشمس إلا الموجات الحمراء ، فيبدو لذلك قرص الشمس والسماء حولها مائلا للإحمرار، ولو كنا على القمر مثلا ، وحيث أنه لا وجود لغلاف جوي يحيط به ، لبدت السماء سوداء اللون دائما سواء في الليل أو وفي النهار.
كيف يتحرك الهواء ؟
يتحرك الهواء على سطح الأرض في شكل رياح ، وتسبب حرارة الشمس حركة الرياح نظرًا لعدم تسخينها لسطح الأرض بشكل متساوٍي .
فالهواء الواقع فوق المناطق الدافئة يتمدد ويصبح أخف وزنًا وهنا يرتفع الهواء لأعلي تاركاً منطقة ذات ضغط منخفض قرب سطح الأرض .
وتنشأ الرياح عندما ينتقل الهواء الأبرد والأثقل نحو المناطق ذات الضغط المنخفض ليحل مكان الهواء الصاعد إلى أعلى . وغالبًا يحدث هذا علي طول شواطئ المحيطات والبحارخلال النهار، لأن اليابسة تسخن بصورة أسرع من الماء ، فالهواء الموجود فوق الشاطئ يصبح أدفأ من الهواء فوق الماء ، فيرتفع الهواء الدافئ إلى أعلى ويحل محله هواء أبرد قادم من داخل المحيط ، مشكِّلاً ما يُعرف بنسيم البحر.
وفي الليل يحدث العكس يصبح الهواء فوق الشاطئ أبرد من الهواء الملامس لمياه المحيطات والبحار ، وهنا ينعكس إتجاه الرياح ، فيهب النسيم خارج اليابسة نحو البحر ويشكل نسيم البر.
يرتفع الهواء الدافئ فوق خط الإستواء باستمرار. فتهب الرياح الباردة من الشمال والجنوب بصورة دائمة لتحل محل الهواء الصاعد ، وينتج عن حركة الهواء هذه نوعان من الرياح تسمى الرياح التجارية ، ولا تهب هذه الرياح نحو خط الاستواء بخطوط مستقيمة بسبب دوران الأرض حول نفسها ، حيث تميل الرياح التجارية شمال خط الاستواء إلى يمين إتجاهها الأصلي ، أي أنها تتجه نحو الجنوب الغربي .
أما الرياح التجارية جنوب خط الاستواء فإنها تنحرف إلى يسار إتجاهها الأصلي ، وتتجه نحو الشمال الغربي . ويسمى تأثير دوران الأرض على اتجاه الرياح بالقوة الكريوليسية (المفعول الكريوليسي) .
كما تؤثر القوة الكريوليسية على مسارات الرياح في أربعة نطاقات حول الكرة الأرضية. وهذه النطاقات هي : - الرياح الغربية السائدة ، والرياح الشرقية القطبية شمال وجنوب الكرة الأرضية. تظهر تيارات من الرياح في الجزء العلوي من الطبقة السفلى للغلاف الجوي، على ارتفاع 10-15كم فوق سطح الأرض. وتدعى هذه الرياح التيارات النفاثة ، حيث تزيد سرعة الرياح في وسط التيار النفاث عن 320كم/ساعة .
وتسُمى أنظمة الرياح الدوارة الأعاصير الحلزونية والأعاصير الحلزونية المضادة .
وتدور رياح الأعاصير إلى الداخل نحو مركز الضغط المنخفض ، بينما تدور الرياح في الأعاصير الحلزونية المضادة إلى الخارج حول مركز الضغط المرتفع .
تلوث الغلاف الجوي
يتلوث الغلاف الجوي عندما توجد فيه مواد غريبة أو عندما يحدث تغيير مهم في النسب المكونة له ، وتوجد هذه المواد الغريبة معلقة في الجو بصورة صلبة أو سائلة أو غازية ، وتعد المصانع ونواتج الأحتراق والسيارات أهم مصادر التلوث الجوي في الوقت الحالي
فضلاً عن التجارب النووية والمبيدات الحشرية ، وقد أحصى العلماء أكثر من مائة مادة ملوثة للجو ولها آثار مدمرة على البيئة وعلى التوازن الحيوي .
وأصبح التلوث يهدد طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من أخطار الأشعة الضارة . ويجب علي الجميع مكافحة التلوث ، وخاصة مخلفات المصانع والسيارات، وتعد المحافظة على الغطاء النباتي من أبرز عوامل تنقية الجو من التلوث .
مقاومة الهواء
يقاوم الهواء حركة الأجسام التي تتحرك خلاله ، وتنشأ هذه المقاومة عن حركة الأجسام وإحتكاكها بذرات وجزيئات الغازات المكونة للهواء .
فقطعة الورق في الهواء تهبط ببطء نحو الأرض بسبب مقاومة الهواء لها ، كما أن مقاومة الهواء تُخفِّض سرعة القافزين بالمظلات .
وفي الأيام الأولى من إستخدام الطيران ، كانت سرعة الطائرات منخفضة نسبيّا بسبب مقاومة الهواء بمرابط الأجنحة وبالعجلات المطاطية للطائرة ، فقام مهندسو الطيران بالتقليل من مقاومة الهواء بجعل شكل هذه الأجزاء أكثر إنسيابًا ، وألغوا دعائم الأجنحة وأخفوا عجلات الهبوط في جسم الطائرة ، كما وجدوا أن انسيابية مقدمة الطائرة تقلل من مقاومة الهواء .
وكلما زادت سرعة الأجسام في الهواء زادت مقاومة الهواء لها ، فعلى سبيل المثال ، تزداد مقاومة الهواء لك وأنت راكب دراجة هوائية كلما زادت سرعتك . وتولد مقاومة الهواء حرارة ، فالجسيمات النيزكية تتحرك في الهواء بسرعة عالية مما يزيد من مقاومة الهواء لها فتصبح بذلك ساخنة جدًا ، ولهذا السبب فإن معظم الجسيمات النيزكية تتوهج وتلمع ، ومن ثم تحترق قبل أن ترتطم بسطح الأرض .
فالمركبات الفضائية تصنع من مواد تصمد أمام الحرارة الشديدة الناتجة عن مقاومة الهواء .
حقيقة الغلاف الجوي
إن الغلاف الجوي يحيط بالكوكب الأرضي مثل إحاطة السوار بالمعصم .
و لو صعدنا لأعلي سنجد أن الطبقة الأولى هي طبقة الحياة ، يعيش فيها الإنسان والحيوان والنبات ، يليها طبقة الهدوء والإستقرار, ويعلوها طبقة الأوزون التي تسمح بقدر معين من الأشعة فوق البنفسجية بالمرور إلى الأرض ( إذ قليلها مفيد لسلامة الجهاز الهيكلي, وقتل الجراثيم ، والبكتريا ) ، لكن كثيرها مميت .
وتليها طبقة وسطى تحمي الأرض من الشهب التي يصل عددها إلى (20) مليون شهاب
يوميا يحاولون غزو الأرض من خلال الغلاف الجوي ، فإن إحترق إحتراقاً كاملاً يسمى شهاب , وإن إحترق إحتراقاً جزئياً وإخترق الغلاف الجوي ، سبب خطر علي سطح
الكرة الأرضية فيسمى نيازك .
ثم تليها طبقة متأينة ذات حرارة تصل إلى (1000) درجة مئوية ، ترجع الأشعة الكونية وعاكسة لموجات البث الإذاعي والتلفزيوني .
قال تعالي : - ( والسماء ذات الرجع ) سورة الطارق أية 11 . أي ترجع للأرض كل ما هو مفيد لنا من إشارات البث وخلافة ، وترجع عنا الأشعة الضارة الآتية من الشمس ، سبحانك ربي ما أعظمك ، سبحانك ربي ما ألطفك ، اللهم أجعل قلوبنا خزائن توحيدك ، وألسنتنا مفاتيح تمجيدك ، وجوارحنا خدم لطاعتك ، وعزنا في الذل لك ، وأمنا في الخوف منك ، اللهم آميين .
ربنا كفا بنا عزاً أن نكون لك عبيداً ، وكفا بنا فخراً أن تكون لنا رباً ، أنت كما نحب ، فاجعلنا كما تحب ، اللهم أميين .
كيف نضغط الهواء ؟ وهل له إستعمالات في حياتنا وهو مضغوط ؟ .
يمكن ضغط الهواء في داخل أسطوانات أو خزانات فولاذية ، حتى يصل الضغط بها مئات أضعاف الضغط الجوي العادي ، ويسمى الهواء في هذه الحالة الهواء المضغوط .
وعندما يتعرض الهواء للضغط ، فإن سرعة ذراته وجزيئاته تصبح أعلى ، وبسبب هذه السرعة فإن الهواء يصبح أسخن .
يستخدم الناس الهواء المضغوط لنفخ العجلات والمفارش الهوائية ، وبعض الغواصين يتنفسون الهواء من أسطوانات مملوءة بالهواء المضغوط مثبتة على ظهورهم ، حيث يحمل الغواصون أسطوانات مملوءة بالهواء المضغوط ، يصل حجمه 1/200 من حجمه الأصلي .
كما يستخدم الهواء المضغوط في الكوابح ( الفرامل ) ، وعلب المبيدات الحشرية ، ورش الأصباغ ، والحفارات وغيرها من المعدات الهوائية .
سؤال ماذا يعني الضغط الجوي ؟ ، وما تأثيره علينا في حياتنا ؟ .
الضغط الجوي علي سطح الأرض : - هو وزن عمود هواء مساحته 1سم مربع من نهاية الغلاف الجوي وحتي سطح الأرض ، وحدة قياسة مليبار millibar ، ويبلغ متوسط الضغط الجوي علي سطح البحر حوالي 1013 مليبار ، وهي تعادل 760 ميلمتر زئبق .
يقاس الضغط الجوي بجهاز البارومتر الزئبقي ، ويتكون من أنبوب من الزجاج طوله 1 متر ومساحة قاعدته 1 سم مربع ، هذه الأنبوبة مغلق أحد طرفيها ، وتملأ بالزئبق الذي يتصف بكثافته العالية 13،6كما أنه لا يلتصق ، ولا يتفاعل مع زجاج الأنبوب ، وينكس طرف الأنبوب المفتوح داخل إناء فيه زئبق سنجد أن مستوي الزئبق في الأنبوب سيهبط إلي ارتفاع 76 سم ، إذا كنا وضعنا البارومتر عند مستوي سطح البحر . أوضح لكم أكثر .
ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻀﻐﻂ ﺑﻬﺎ ﻭﺯﻥ ﺍﻟﻬﻮﺍء ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﺑﺎﻻﺭﺗﻔﺎﻉ لأعلي ، بسبب قله الهواء الضاغط كلما صعدنا ، وعند مستوي سطح البحر
ﻳﻀﻐﻂ ﺍﻟﻬﻮﺍء ﺑﻤﻌﺪﻝ 10،2 طن علي المتر المربع ( أو 1،2 كجم علي 1 سنتمتر مربع ) أي أن هواء الجو يضغط علي كل سنتمتر مربع من جسمك بقدر 1 كجم ، ولكنك لا
ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻮﺍﺋﻞ والغازات في الجسم تؤثر بضغط مساوي معاكس .
هل هناك عوامل تؤثر ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﺠﻮﻱ ؟ .
1 - ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮﺩ ﺍﻟﻬﻮﺍء : - ﻳﻨﺨﻔﺾ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﺑﺎﺭﺗﻔﺎﻉ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻬﻮﺍء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺨﻦ ﻳﺘﻤﺪﺩ لأعلي ، ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ إلي ﻧﻘﺺ ﻭﺯﻥ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﻬﻮﺍء ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻀﻐﻂ ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺨﻔﺾ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭة الهواء يتقلص الهواء وينكمش ويصغر حجمه ، ﻓﻴﻀﺎﻑ ﻫﻮﺍء ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﻌﻤﻮﺩ ﻣﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﺯﻧﻪ ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﺿﻐﻄﻪ ﺍﻟﺠﻮﻱ .
2 - ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺑﺨﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍء : - ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻞ ﻛﻤﻴﺔ ﺑﺨﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍء ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺍﻟﻀﻐﻂ الجوي ، وعندما تزيد كمية بخار الماء في الهواء ينخفض الضغط الجوي
ﻷﻥ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺑﺨﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎء ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻛﺜﺎﻓﺔ الهواء ، فيزيح بخار الماء الهواء ويحل محله ، وبذلك ينخفض الضغط الجوي .
3 - ﺍلإﺭﺗﻔﺎﻉ ﻭﺍلإﻧﺨﻔﺎﺽ عن ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﺤﺮ : - ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﻛﻠﻤﺎ إﻧﺨﻔﻀنا ﻋﻦ مستوي سطح البحر بسبب زيادة طول عمود الهواء وبالتالي زيادة وزنه .وينخفض ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﻛﻠﻤﺎ إﺭﺗﻔﻌﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺤﻴﺚ ﻳﺘﻘﻠﺺ ﻃﻮﻝ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﻬﻮﺍء ، وبالتالي ينقص وزنه .
والإنسان على سطح الأرض لا يشعر بثقل الغلاف الجوي على رأسه ، بالرغم أن كل إنسان يحمل وزن ثقيل من الغلاف الجوي علي رأسه وكتفيه .
وكما ذكرنا أن الغلاف الجوي يزن (5مليون بليون طن أو 500 مليون مليون طن ) .
والسؤال الأن لماذا لا نشعر بثقل الضغط الجوي علينا ؟ .
الجواب : لأن الضغط الجوي للهواء يمثل ضغطاً علي الجسم من الخارج إلي الداخل ، يساوي تماماً الضغط الداخلي للإنسان ، من ضغط الهواء والسوائل والغازات والدم ويكون هذا من الداخل إلي الخارج ، أي أننا نقع تحت تأثير ضغطين متساويين أحدهما من الداخل إلي الخارج ، والأخر من الخارج إلي الداخل .
متى نشعر إذاً بالثقل وكيف ؟ .
قال تعالي: - ( فمن يُرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يُرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصّعّد في السماء كذلك يجعلُ الله الرجس علي الذين لا يؤمنون ) سورة الأنعام أية 125
أننا كلما صعدنا إلى الأعلى إنخفض ضغط الهواء والأكسجين ، ولكن يزداد حجم السوائل والغازات ويصبح ضغط السوائل والغازات أكبر من الضغط الخارجي ، فتزداد حجم الغازات في ( الرئتين – المعدة – القولون ) مسبباً آلام على الجدران الداخلي لهذه الأعضاء , حتى الفراغات بين الأسنان تحتوي هواء فيزداد حجمه فيضغط على الأسنان مسبباً آلام شديدة , والهواء في الجيوب الأنفية يزداد حجمه فيضغط مسبباً صداع وآلام في الرأس ، ويصاب الإنسان بآلام تنفسية هضمية صدرية , هذا من الداخل
وأمّا الغازات الغير منحبسة معظمها غاز الآزوت يضغط من الخارج على الجلد لزيادة
حجمه بالأعلى فيسبب حساسية وفقاقيع تحت الجلد وآلام بالمفاصل فيصاب بفشل دوري
تنفسي عصبي ، ويتدفق الدم والسوائل من فتحات الأنف والأذن والفم لزيادة حجمها , ونجد أن بعدما نصعد لأعلي حوالي 10 كم ، يقل الأكسجين في الرئه ،وكرات الدم
الحمراء ، فيؤدي بالإنسان إلى الهلاك .
من أعلم النبي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) بهذه السنن الكونية ؟ هل صعد إلى قمم الجبال أم إلى الطبقات العليا من الجو ؟ .
لا هذا ولا ذاك ، بل علمه خالق هذا الكون الذي شبه الإنسان البعيد عن شرع الله بمن
يصّعّد إلى السماء ، يشعر بالإختناق بعدم الإستقرار ، لا يشعر بالأمان ، ولا يعيش
طمأنينة الإتصال بالخالق سبحانه ، قال تعالي : - ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) سورة الرعد أية 28 .
الإنسان البعيد عن عبادة الله ، ظلم نفسه بإتباع الهوي وإتباع خطوات الشيطان ، وحرم نفسه تذوق حلاوة الذكر والصلاة و قراءة القرآن ، وإختار لنفسه طريق الضلال ، فأصبح كمن يصّعّد في السماء لا يشعر إلا بالآلام العصبية والتنفسية والعضوية .
هدانا الله وإياكم إلى ما فيه الخير و الفلاح , ورزقنا العلم السليم الذي نفيد به ونستفيد , وأن نرتع في رياض القرآن الكريم , لننهل من مورد الحبيب ما عجز عنه الطبيب .
وأذكركم ونفسي بقول الله تعالي : - ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمي . قال رب لم حشرتني أعمي وقد كنت بصيراً . قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي ) سورة طه آيات من 124 إلي 126 .
أحبابي متابعي الخواطر ، رأينا بأعيننا وأدركنا بعقولنا كيف أن الله رحيم بنا ، فنعمه علينا لا تعد ولا تحصي ، فيا أحبابي لا تنالوا ما عند الله إلا برضي الله ، فاتقوا الله ما استطعتم ، وأفعلوا الخير، وأنشروه بينكم ِلتسعدوا ربكم ، كونوا عباد الله حقاً ، وتعاونوا علي البر والتقوي ، تعلموا من نبيكم لا تردوا الإساءة بالإساءة ، ولكن إدفعوا بالتي هي أحسن ، أكرموا أنفسكم وإرفعوا قدرها ، بطاعة الله ورسوله ، قال تعالي : - ( ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ) سورة الأحزاب أية 71 .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجمع كل متابعي الخواطر في الفردوس الأعلي بل الغرفات من الفردوس الأعلي اللهم آميين
إلي هنا نكون قد وصلنا إلي نهاية الحلقة ، أترككم في رعاية الله وأمنه ، علي أمل اللقاء بكم في الحلقة القادمة إن شاء الله .
أستودعكم الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق