الأربعاء، 15 يناير 2014



الحلقة الثانية عشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أهلاً ومرحباً بكم لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلي بركة الله نبدأ الحلقة .
نحن ما زلنا في كوكبنا الحبيب الأرض ، نتجول فيه ونتفكر ونتدبر ونتعظ ، وندرك ونشعر بلطف الله بنا في كل كبيرة وصغيرة ، ولنفهم معني قول الله تعالي ( إنا كل شيئ خلقناه بقدر . وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ) سورة القمر آيات 49 ، 50 .
كانت الكواكب الثلاثة المؤهلة للحياة هي الأرض وما قبلها وما بعدها أي : -
الأرض ، والزهرة ، والمريخ ، ولكن كوكب الزهرة عجز عن تصريف غاز ثاني أكسيد الكربون من جوه ، مما جعله يفقد ماءه وتصبح درجة الحرارة فيه مرتفعة جدا ، لدرجة أنه لا يصلح للحياة
 أما كوكب المريخ  فإنه عجز عن إعادة غاز ثاني أكسيد الكربون إلي أجوائه ، مما جعل درجة حرارته منخفضة جدا ، وغير صالح للحياة أيضاً .
أما الأرض فقد إستطاعت أن ُتدوّر غاز ثاني أكسيد الكربون في جوها ، مما جعلها تحتفظ بدرجة حرارة معقولة ، أي أن بين السبيلين القاسيين لكل من الزهرة والمريخ ، إتخذت الأرض مسلكاً وسطاً ، مكنها من الإحتفاظ بغلاف جوي مثالي ، ولم يعد سوي أن تشكل قاراتها .

سؤال كيف شكلت الأرض قاراتها ؟ .




التصدعات البركانية هي المصدر الرئيسي لتكون القارات علي الأرض ، فكل 30 مليون سنة تقريباً كان الغلاف الخارجي لباطن الأرض يتصدع بإستمرار فوق اليابسة ، وعلي قيعان المحيطات ، مطلقاً فيضاً من المواد المصهورة بحجم قارة تقريباً .
ومع تدفق هذه المواد البركانية فوق القشرة الأرضية توطدت القارات في أماكنها الحالية .
قال تعالي : - (  قل أئِنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين . وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواءً للسائلين ) سورة فصلت آيات 9 ،10 .
وفي هذه الأيات إعجاز علمي ، لأن معطيات علم الفلك وعلم طبقات الأرض مطابقة تماماً  مع ما جاء في هاتين الآيتين .
فخلق الأرض وظهورها مكتملة ومنفصلة عن باقي أجرام مجموعتنا الشمسية ، لم يستغرق سوي زمن يعادل ثلث عمر الأرض الآن (أي يومين من أيام الخلق الستة ) .
بينما إستغرق تكون القشرة اليابسة للأرض وما حوت ، من قارات ، وجبال ، ومحيطات ، وبحار ،وكذلك غلافها الجوي بصورته الحالية ، وترسب الخامات وموارد الطاقة في قشرتها اليابسة ، كل ذلك إستغرق زمن ثلث الأرض ( أي يومين من أيام الخلق ) ، وبالتالي فإن إجمالي خلق الأرض إستغرق ( أربعة أيام من أيام الخلق ) ، أي ثلثي عمر الأرض الأن .
واضح من سياق الآيتين السابقتين ، أن زمن اليوم يساوي سدس عمر الأرض ، المقدر لها علمياً 4550 مليون سنة .
إذاً طول اليوم الخلقي 4550 مليون سنة علي 6 يساوي 760 مليون سنة تقريباً.
إذاً اليوم الخلقي يساوي 760 مليون سنة تقريباً والله أعلم .
وهكذا أصبح كوكبنا بيتاً آمناً جاهزاً لأستقبال الحياة  عليه ، لما يحويه من سماء النيتروجين الزرقاء الصافية ، ومحيطات المياة السائلة ، ويابسة صلبة مليئة بمعظم العناصر .
في مثل هذا الوسط الرائع أخذت الحياة تتهيأ للظهور ، معني هذا أننا خلقنا من الأرض ، والأرض خلقت من نجم كما بينا سابقاً ، فتكون النجوم بمثابة أجدادنا ، نحن إذاً أحفاد النجوم .

سطح الأرض




إن سطح الأرض كما نشاهده ونعلمه ليس مستوياً ، بل إنه مليء بالإرتفعات والإنخفاضات أي أن له تضاريس ، لكن إذا وضعنا في الإعتبار أن أعلي القمم لا تعلو كثيراًعن سطح الأرض عند مقارنتها بحجم الأرض ، فإن سطح الأرض يبدوا أكثر إستواء من قشرة البرتقالة لمن يبصره من الفضاء الخارجي .
ليس سطح الأرض فقط هو المليء بالتضاريس ، بل إن في قيعان المحيطات جبال وأودية وسهول مثل التضاريس الموجودة علي سطح الأرض ، بل إن التضاريس التحتية أكثر تبايناً ، ففيها سلاسل جبال تمتد آلاف الكيلومترات في أواسط المحيطات ، وفيها أغوار عميقه ، بل إن هناك جبال بحرية ترتفع من قيعان المحيطات إلي إرتفاع كيلومتر أو أكثر .
ويعتقد العلماء أن هذه الجبال المغمورة بالمياه ، والتي يقارب عددها 20 ألف ، هي نتيجةإنفجارات  بركانية ، وقد توصل العلماء إلي كل هذه المعلومات بفضل الله تعالي أولاً ، ثم بفضل الدراسات الجيوفيزيقية ، التي تعني بدراسة فيزياء الأرض .

سؤال لماذا لم يكن سطح الأرض ناعماً أملساُ ، وبمعني أخر من المتسبب في تلك التضاريس من إرتفاعات وإنخفاضات كبيرة ؟ .

السبب هو عدم إنتظام سمك قشرة الأرض ، فأجزاء القشرة الثقيلة تضغط علي باطن الأرض أكبر من أجزاء القشرة الخفيفة ، أوضح أكثر  
لو أن هناك مرتبة أو طوق منفوخ بالهواء ،وكان يطفو علي سطح الماء ، ثم جلس شخص علي هذه المرتبة أو الطوق ، فإننا نلاحظ أن مكان جلوسة يغوص بعض الشيء ، بينما ترتفع الأجزاء الأخري حوله ، وإذا غادر هذا الشخص إرتفع مكان جلوسة وهبطت الأجزاء الأخري بحيث يعود وضع المرتبة أو الطوق إلي حالته الطبيعية .
 فكذلك تقوم الجبال و أجزاء الأرض المغطاة بكتل الجليد الضخمة بدفع قشرة الأرض إلي أسفل .
وهكذا هبط سطح إسكندافيا منذ آلاف السنين تحت ثقل كتل الجليد الضخمة ، واليوم الجليد آخذ في الذوبان ، وتعود الأرض للإرتفاع مرة أخري تدريجياً بمعدل 100 متر كل قرن من الزمان . 
وفي الوقت الذي غاصت فيه أرض إسكندافيا إلي أسفل ، إرتفعت مناطق جنوبها ، وقياساً علي ذلك يمكننا القول أن شمال أوروبا ما زال في طور استعادة اتزانه بعد ذلك العصر الجليدي .

أغلفة الأرض

الكرة الأرضية لها  ثلاثة أغلفة وهي : -
 1- الغلاف الجوي .
 2- والغلاف المائي .
 3- والغلاف اليابسي .

الغلاف الجوي للأرض





الغلاف الجوي للأرض يتكون من خمس طبقات ، ولكي نتعرف علي هذه الطبقات عن قرب ، ونعرف خصائص كل طبقة منها ، سنقوم برحلة علمية وترفيهية أيضاً ، نصعد فيها إلي طبقات الغلاف الجوي المختلفة ، ونتوقف مع كل طبقة لدراستها ومعرفة خصائصها .
إذاً علي الجميع الإستعداد للإنطلاق بعد قليل ، الكل يجهز نفسه من المأكل والمشرب والكاميرا وإسطوانة الإكسجين ودفتر تسجيل المعلومات ، والآن أعطيكم بعض المعلومات العامة عن الغلاف الجوي ، وعندما يجهز الجميع سننطلق فوراً بمشيئة الله . 
الغلاف الجوي للأرض عبارة عن : - الهواء والذي يتكون من خليط من الغازات ، تمتد من سطح الأرض إلي الفضاء الخارجي ، وتعمل الجاذبية الأرضية علي تثبيت الغلاف الجوي حول الأرض ، ويعبر ضوء الشمس الغلاف الجوي ، فتعمل جزيئات الهواء علي تشتيته في كل الإتجاهات ، فيتحلل ضوء الشمس إلي سبعة ألوان كما وضحنا سابقاً .
وتبدوا السماء زرقاء اللون لكون الضوء الأزرق أكثر تشتتاً من غيره من الألوان .
ويتكون خليط الغازات هذا في معظمه من غاز النيتروجين الذي يمثل حوالي 78 % ، ويليه غاز الاكسجين بنسبة 21 % وغازات أخرى مثل الارجون ، وثاني أكسيد الكربون ، وبخار الماء ، والهيدروجين  ، والهليوم ، والنيون ، والزينون ، والأوزون .
بعض الغازات في الغلاف الجوي مهمة جداً لإستمرار الحياة علي كوكب الأرض ، فعلي سبيل المثال غاز الأكسجين ، وغاز ثاني أكسيد الكربون ، وغاز النيتروجين .
فعندما نتنفس نأخذ الأكسجين من الهواء ، ونخرج ثاني أكسيد الكربون ، وعلي العكس تماماً تأتي النباتات ، تأخذ ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأكسجين في عملية صناعة الغذاء ( التمثيل الغذائي )
وتقوم بعض أنواع البكتريا في التربة بتحويل النيتروجين إلي أسمدة كيماوية للنبات .
ووجود ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء يساعدان علي بقاء الارض دافئة ، حيث يمنعان جزءاً من حرارة سطح الأرض التي إكتسبتها من أشعة الشمس من التسرب إلي الفضاء الخارجي .
الأوزون شكل من أشكال الأكسجين ، ويقوم الأوزون بإمتصاص جزء كبير من الاشعة الفوق بنفسجية الغير مرئية  الضارة .

سؤال ما حقيقة وجود جسيمات صلبة في الهواء ، وما مصدرها ، وهل هي سبب إصابة البعض بحساسية الصدر ؟ .
يحتوي الهواء علي العديد من الجسيمات الصلبة المتناهية في الصغر وتسمي بالهباء الجوي ، ويصل قطر معظمها إلي 0،1 ميكروميتر ، ولذلك فهي غير مرئية إلا عندما تتجمع بكميات ضخمة .
مصدرها يأتي العديد من جسيمات الهباء الجوي إلي الهواء من البراكين النشطة ، ومن عوادم السيارات ، ومن حرائق الغابات ، ومن دخان المصانع ، كما تثير الرياح جسيمات الرمل والغبار من سطح الأرض إلي الهواء ، وأيضاً تضم جسيمات الهباء الجوي حبوب لقاح الأشجار وأملاح البحار والجسيمات النيزكية ، وكائنات حية دقيقة متناهية الصغر تسمي الميكروبات .
ومعظم هذه الأشياء تصيب البعض بحساسية الصدر عندما تصل إلي الرئتين أثناء التنفس .
ومن رحمة ربنا أن هذه الجسيمات لا تبقي عالقة في الهواء ، إذ تتولي الأمطار والجليد إزالتها من الهواء ، وتتفاوت كمية جسيمات الهباء الجوي في الهواء قرب الأرض من مكان لأخر ، حيث يحتوي المتر المكعب من الهواء فوق المحيطات علي مليار جسيم ، بينما يضم المتر المكعب من الهواء فوق المدن الكبري حوالي 100 مليار جسيم .
ونظراً لقلة الهباء الجوي في طبقات الجو العليا فإن الهواء عادة ما يكون أكثر نقاء . 

أهمية الغلاف الجوي




1- يقوم الغلاف الجوي بإمداد المخلوقات الحية بالهواء للتنفس .
2 - يسمح بنفاذ الأشعة المرئية والأشعة تحت الحمراء ، وغيرها من الأشعة الحرارية والضوئية القادمة من الشمس ، والتي تمتصها الأرض مما يوفر الدفء والحماية .
3- يعمل الغلاف الجوي علي حماية سطح الأرض من الأشعة الفوق بنفسجية الضارة ، ويمنع وصولها للأرض ، والتي تسبب أمراض عديدة : - مثل سرطان الجلد ، وأمراض جلدية  ،وبصرية كثيرة .
4 - يعمل الغلاف الجوي علي تنظيم وتوزيع درجات الحرارة على سطح الكرة الأرضية ، حيث ينظم وصول أشعة الشمس ، ويمنع نفاذ كل الأشعة الأرضية إلى الفضاء الخارجي ، ولو لم يكن هناك غلافا جويا للأرض ، لوصلت درجة الحرارة إلي 200 درجة مئوية .
5 - يقوم الغلاف الجوي بتوزيع بخار الماء على مناطق العالم المختلفة .
6 - الغلاف الجوي يعمل كدرعاً واقياً يحمي سطح الأرض ، من النيازك والشهب ، حيث تتفتت معظمها قبل وصوله إلى سطح الأرض ، نتيجة أحتكاكها بالهواء وأحتراقها .
   7 - الغلاف الجوي هو الوسط الذي تنتقل فيه الأصوات ، ولولا وجود الهواء لساد سكون وهدوء مخيف على سطح الأرض .  
8 - يعتبر الغلاف الجوي مستودعاً كبيراً للمياه ، ويعمل علي نقل الماء حول الأرض ، إذ يصل حجم الماء الموجود في الغلاف الجوي إلي حوالي 12900 كم مكعب ، يتساقط معظمها علي شكل أمطار في المحيطات والبحار ، حيث أنه إذا حدث وسقطت كل المياه الموجودة في الغلاف الجوي في آن واحد كأمطار ، فإنها ستغطي الكرة الأرضية بعمق 2,5 سم .
معذرتاً سأكتفي بهذا القدر من المعلومات العامة ،لأنني أري الجميع جاهز وعلي أهبة الإستعداد ويستعجلونني بكل لهفة وشوق لمعرفة الحقائق ، وأري علي وجوههم النشاط والعزيمة والإصرار والتفاؤل والإبتسامة تعلو الوجوه ، أري نفسي وكأني أطير بينهم من فرحتي بهم ، بارك الله في الجميع وحفظهم من كل سوء اللهم آميين . 
 فهيا بنا يا أحبابي ، ولنتحرك علي بركة الله .

                 الغلاف الجوي للأرض يتكون من خمس طبقات 

الطبقة الأولي التروبوسفير  Troposphere   : -




هي نقطة إنطلاقنا فهي أقرب الطبقات لسطح الأرض ، ونحن الآن في هذه الطبقة ، إننا نلمس فيها كل مظاهر الحياة ، فالمتحدث والسامع وكل المخلوقات تعيش فيها ، كما أن فيها الهواء وبخار الماء والغبار والسحب والغيوم ، كما نلمس فيها مختلف التقلبات الجوية من الرياح و البرق و الرعد ، وسقوط الأمطار .
وهذه الطبقة هي الأثقل في طبقات الغلاف الجوي ، فوزنها يشكل حوالي 75% من وزن الغلاف الجوي الكلي .
سمك هذه الطبقة حوالي 10 كم رأسياً ، إذا كان صعودنا فوق القطبين ، وتتضاعف المسافة لتصبح حوالي 16 كم ، إذا كنا فوق خط الإستواء .
إننا نشعر في هذه الطبقة بالبرودة الشديدة ، إذ يمكن أن تنخفض الحرارة فيها إلي 60 درجة تحت الصفر ، ونلاحظ في هذه الطبقة أنه كلما إرتفعنا عن مستوي سطح البحر تقل درجة الحرارة  .
والسؤال هنا لماذا تنخفض درجات الحرارة في هذه الطبقة كلما إرتفعنا لأعلي ولا تزيد ، علماً بأنها ستزيد  في الطبقات التالية ؟ .
الإجابة لكي تسمح لبخار الماء المتصاعد من البحاروالمحيطات بأن يتكثف ويسقط علي شكل أمطار . 
سؤال أخر ماذا لو كان العكس ؟ .
الإجابة لو حدث العكس بمعني كلما إرتفعنا لأعلي إرتفعت درجة الحرارة ، لأدي ذلك إلي تبخر الماء ولا يتكثف ، وخلال فترة وجيزة ينتهي الماء من علي سطح الأرض ، فنموت جميعاً ، كما تموت الأرض .

الطبقة الثانية الستراتوسفير stratosphere :  -




نغادر الطبقة الأولي طبقة التقلبات والعواصف والتي كانت غائمة لإحتوائها علي كل بخار الماء في الغلاف الجوي ، لنجد أنفسنا في طبقة الهدوء والإستقرار، ونجدها صافية لخلوها من بخار الماء ، ولذلك تستخدمها الطائرات في الطيران خلالها .
ولكي نصل إلي نهاية الطبقة الثانية ، نلاحظ في الجزء العلوي منها طبقة تسمي الأوزونوسفير ، حيث بها غاز الأوزون الذي يمنع أشعة الشمس الضارة من الوصول إلي الأرض .
وطبقة الأوزون سمكها حوالي من 15-30 كم ، بينما سمك الطبقة الثانية كاملة حوالي 50 كم .
الطبقة الثانية وزنها لا يتجاوز 10 % من وزن الغلاف الجوي ، وفي هذه الطبقة نشعر بالدفء النسبي حيث تأخذ درجات الحرارة في الإرتفاع تدريجياً حتي تصل إلي الصفر المئوي .
وكلما إرتفعنا في هذه الطبقة يقل الهواء بصفة عامة ومنها الأكسجين ، ولذلك فإننا نشعر بضيق في الصدرعندما نصعّد في الجو من غير حماية ، أو تكييف خارجي يوفر لنا الهواء الذي ألفناه علي سطح الأرض كما في الطائرات .
ويعبر القرآن الكريم عن هذه الحقيقة في إعجاز علمي رائع ، قال تعالي : - ( ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعّد في السماء ) سورة الأنعام أية 125 .

الطبقة الثالثة الميسوسفيرmesosphere : -




في هذه الطبقة يتم تدمير الشهب وأجزاء من النيازك التي تتساقط علي الأرض .
تبدأ درجات الحرارة في الإنخفاض تدريجياً حتي تصل إلي 120 درجة تحت الصفر أو أكثر .
ونلاحظ في هذه الطبقة تخلخل الهواء ، سمك هذه الطبقة حوالي 80 كم .

الطبقة الرابعة الطبقة المتأينة( الأيونوسفير) وتعرف ايضاً باسم (الثيرموسفير) thermosphere 





غازات هذه الطبقة قلت كثافتها جداً ، وأصبحت متأينة ومن هنا جاء اسم الطبقة المتاينة .
ودرجة حرارة هذه الطبقة تصل إلي ألف درجة مئوية ، ومن هنا عرفت كذلك بطبقة الثرموسفير .
وهذه الطبقة عاكسة لموجات البث الإذاعي ، ولولاها لتعذر إيصال ذلك البث لمسافات بعاد بغير الإستعانة بالأقمار الإصطناعية ، وسمك هذه الطبقة حوالي 120 كم .
وهذه الطبقة هي التي ينتج عنها ظاهرة الشفق القطبي Aurora .
وهي أيضاً مكان المكوك الفضائي ، والرحلات الفضائية التي تدور حول الأرض .

الطبقة الخامسة الإكسوسفير exosphere

عندما ندخل هذه الطبقة نشعر بأن الضغط الواقع علينا يكاد يكون قد إنعدم تماما - والحرارة تكاد تصهرنا ، إذا الهواء نادر والحرارة علي أشدها ، ولكي نكمل هذه الطبقة علينا أن نقطع عشرات الألاف من الكيلومترات في الفضاء الخارجي إلي أن يتلاشي الغلاف الجوي للأرض كليةً .
والآن سنبدأ رحلة العودة بحول الله وقوته .




سؤال ماذا يحدث لو تفلت الغلاف الجوي من جاذبية الأرض وتبخر في الفضاء ؟ .

 لو تفلت الغلاف الجوي من جاذبية الأرض لحدث ما يلي :-
( 1 ) تنعدم الحياة لغياب الأوكسجين ، وأيضاً تنعدم النباتات لغياب ثاي أكسيد الكربون .
( 2 ) تنعدم الأمطار لغياب بخار الماء وبالتالي تختفي الأنهار .
( 3 ) تتعرض الأرض لمزيد من الأشعة الكونية المهلكة لمظاهر الحياة .
( 4 ) تنعدم زرقة السماء وتبدو قبة السماء صفحة سوداء تلمع فيها الشمس كقرص أبيض .
( 5 ) يسود الأرض ظلام حالك مستديم لا نهار فيه ولا ليل ، وتبدو النجوم ساطعة في السماء طوال الوقت .
( 6 ) تختفي بعض الظواهر الطبيعية مثل الشفق  .
( 7 ) لا يشعر الإنسان بدفء النهار ولا ببرودة الليل بالقدر الحالي فالفارق بينهما لن يكون كبيراً 
( 8 ) يصعب إنتقال الصوت من مكان لآخر لإنعدام الوسط الذي ينتقل فيه (وهو الهواء) .
( 9 ) يتوقف إنكسار الضوء ويصبح إنتشاره في خطوط مستقيمة ، وتظهر كل الأجسام البعيدة في الفضاء في أماكنها الحقيقية .

والآن جاء وقت الإجابة علي الجزئية الأخيرة من سؤال د/ هشام زيدان من الحلقة الماضية وكان السؤال هل يوجد مخلوقات غيرنا في الكون خارج المجموعة الشمسية  ؟ .

إسمحولي نرحب بالعالم المصري الكبير الأستاز الدكتور / صبري الدمرداش ليمتعنا بعلمه ويجيبنا علي هذا السؤال ، أتشرف بترك مكاني لأستازي وأجلس معكم ، وكلنا آذان صاغية .
أنا إسمي / صبري الدمرداش عالم ومؤلف وأستاز جامعي بجامعة الكويت ، مصري الجنسية ، مواليد محافظة الشرقية ولي مؤلفات كثيرة .
أرحب بالجميع وأقول لقد أفنيت عشرون عاماً من عمري ، أبحث عن إجابة هذا السؤال ، والإجابة بالنسبة لمجموعتنا الشمسية فيما نعلم وحتي الآن ، لا حياة ولا مخلوقات علي أي كوكب غير كوكب الأرض . 
أما بالنسبة لخارج المجموعة الشمسية ، فالإجابة نعم يوجد مخلوقات غيرنا في الكون ، قد يسأل أحدكم هل هذه المخلوقات تشبهنا ؟ وهل هم متطورين عنا علمياً ، أهم مثلنا ، أم متخلفين عنا ؟ .
من المؤكد أنهم يشبهوننا إلي حد ما ، بدليل قوله تعالي : - ( ما تري في خلق الرحمن من تفاوت ) سورة الملك أية 3 .
 أما بالنسبة للتطورهم أو تخلفهم فالله أعلم .
وبعدما توصلت لإجابة سؤال د/ هشام بأنه يوجد مخلوقات غيرنا في الكون ، كانت المفاجأة أنني وجدت الإجابة أيضاً وبشكل قاطع في القرآن الكريم  ،
قال تعالي : - ( ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو علي جمعهم إذا يشاء قدير ) سورة الشوري أية 29 .
تأملوا في الأية جيداً ، قوله (وما بث فيهما ) أي في السماوات والأرض ، وكلمة دابة أي ما يدب علي الأرض أثناء السير فيشمل كل المخلوقات ، ما عدا الجن والملائكة ، لأن الجن ليس بدابة وأيضاً الملائكة ليست دابة ، ويختم ربنا الأية بقوله ( وهو علي جمعهم إذا يشاء قدير ) أي الله تعالي قادر أن يجمعنا مع هذه المخلوقات سواءاً في الدنيا أو في الأخرة ، هذا والله تعالي أعلي وأعلم .
 (انتهي كلام العالم الجليل أ. د / صبري الدمرداش ) .
فجزاه الله خيراً ، وجعل مجهوده  ذلك في ميزان حسناته ، ونفع به الأمة ، وبارك فيه ونفعنا جميعاً بعلمه اللهم آميين . اللهم آميين .
والآن إسمحولي نكتفي اليوم بهذا القدر من الحلقة .
 أترككم علي أمل اللقاء بكم في الحلقة القادمة الخميس القادم إذا كان في العمر بقية . 
أستودعكم الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

رحلة جميلة و معلومات قيمة و نحمد الله الذى حبانا بأسباب الحياه علي ارضه و نسأله ان يزيدنا علما و ينفعنا بما اتانا من العلم ..في انتظار الحلقات القادمة ..بارك الله فيك يا دكتور مصطفي و نفع بك

خواطر في كتاب الله المنظور د/ مصطفى جادالله يقول...

شكرا علي كلامك الطيب يا أستازة نرمين ، وشكرا مرة أخري علي إهتمامك

الحلقة الثلاثون  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : - أهلاً ومرحباً بكم ، لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلى بركة الله نبدأ حلقة ...