الأربعاء، 29 يناير 2014


الحلقة الرابعة عشر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : -
أهلاً ومرحباً بكم لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلي بركة الله نبدأ الحلقة .
ما زال حديثنا متواصل عن الغلاف الجوي للأرض الذي يحيط بالكرة الأرضية إحاطة تامة ، كإحاطة بياض البيضة بصفارها .  
إن الغلاف الجوي للأرض مليء بالأسرار والألطاف الإلهيه أذكر لكم بعضها : - 
 فالهواء مخلوط من غازات أساسية وبنسب معينة ، وأهم هذه الغازات الأكسجين والنيتروجين وثاني أكسيد الكربون .
فالغاز الأول والثاني (الأكسجين والنيتروجين ) يشكلان 99% من حجم  الهواء الجوي .
غاز النيتروجين : - نسبته في الهواء 78% وهو غاز غير نشط ، فهو لا يشتعل ، ولا يساعد علي الإشتعال ، وغير قابل للذوبان في الماء .
أما غاز الأكسجين : - فنسبته في الهواء 21% ، وهوغاز نشط يساعد علي الإشتعال ، وقابل للذوبان في الماء ، ليكون إكسيراً للمخلوقات التي تعيش في الماء ، و التي تمتصه مذاباً فيه ، ومن حكمة الله تعالي أن جعل نسبة النيتروجين هي الأكبر،والأكسجين أقل .



سؤال : - ماذا يحدث لو كان العكس بأن نسبة الأكسجين هي الأكبر ، والنيتروجين هي الأقل ؟ .
الإجابة لو حدث هذا لكانت الأرض عرضة للإحتراق ، بكل ما عليها ومن عليها من مجرد سقوط شرارة كهربائية من الفضاء ، ويقدر العلماء أنه إذا إرتفعت نسبة الأكسجين بمقدار 1% أي صارت 22 % فإن 70 % من غابات الأرض تشتعل ، وإذا وصلت نسبة الأكسجين إلي 25 % ،  فإن كل ما علي الأرض يشتعل .


وبالنسبة لغاز النيتروجين : - إذا إنخفضت نسبته بمقدار 3 % أي صارت 75 % فإن الأرض ستدخل عصر جليدي جديد ، فسبحان الله القائل في كتابه : - ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) سورة القمر أية 49 .
سؤال : - علل ثبات نسبة غاز الأكسجين في الجو ،  رغم إستهلاكه الكبير في تنفس الكائنات الحية ، وفي عمليات الإحتراق ؟ .





يرجع ذلك إلي تصنيع الأكسجين المستمر وإليكم التفاصيل : -
إن أجسادنا دائماً في حاجة إلي حرارة ، والحرارة في حاجة إلي وقود ، والوقود هو الأكسجين الذي نتنفسة فيدخل أجسادنا ليحرق الطعام ، ونتيجة لعملية إحراق الطعام هذه يتحد الأكسجين مع الكربون الموجود في الطعام مكوناً ثاني أكسيد الكربون ، وهو سم قاتل نلفظه بالزفير إلي الهواء  أثناء عملية التنفس ، لكن إذا إستمر الحال هكذا ، سينتهي الأكسجين من الهواء مع مرور السنين ، وخاصة أن نسبة الأكسجين محدودة 21 % .
إقتضت حكمة الخالق أن جعل النبات مفتقراً في حياته وغذائه وتكوين ثماره إلي الكربون ، ولا يستطيع تناوله مباشرة من الطبيعة ، ولابد أن يتناوله من ثاني أكسيد الكربون ، ولكن إذا إستمر الحال هكذا ستنفذ كمية ثاني أكسيد الكربون أيضاً من الهواء .
وهنا تجلت قدرة الخالق سبحانه وتعالي ، في أعجوبة المقايضة بيننا وبين النبات ،
فثاني أكسيد الكربون سم قاتل لنا ، وفي نفس الوقت غذاء للنبات ، وهو ينتج من إتحاد الكربون مع الأكسجين علي أثر كل إحتراق .



فنحن عندما نتنفس الأكسجين ونحرق الطعام ، ثم نلفظ ثاني أكسيد الكربون ونتخلص بالزفير من هذا السم القاتل ، إننا نرسله هدية منا إلي النبات الذي يتخذ منه غذاءه ويحفظ به حياته ، وينتج منه ثماره ،
فأوراق النبات تأخذ غاز ثاني أكسيد الكربون ( السم القاتل ) وبتفاعل سحري عجيب يحدث بين المادة الخضراء في النبات ( مادة الكلوروفيل ) وضوء الشمس ينتج عنه تحلل غاز ثاني أكسيد الكربون إلي عنصريه الكربون ، والأكسجين .
أما الكربون فيأخذه النبات ويذيبه في الماء الممتص من جذورة ، ليصنع منه الأزهار الجميلة والثمار الطيبة .
أما الأكسجين فيلفظه ليرد لنا نسمة الحياة ، وهكذا أوجدت لنا قدرة الخالق بهذا التنظيم العجيب ، مصنعاً دائماً لتقديم الأكسجين لنا ، والكربون للنبات .
سبحان الله فلولا هذه المقايضة المدهشة لتعطلت الحياة علي كوكب الأرض .
نعم إنها إتفاقية مذهلة بين النبات ( كطرف أول ) ، والإنسان ومعظم الكائنات الحية
( كطرف ثاني ) وقعاها تحت مسمي البناء الضوئي ، والتي بموجبها يقوم الطرف الأول بإمتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء ليصنع منه الغذاء ، ويعطي بدلاً منه الأكسجين اللازم للطرف الثاني ، وكل طرف علي قيد الحياة ،
 قال تعالي : - ( وهو الذي أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ) سورة الأنعام أية 99 .




يجب التنويه علي أن نسبة الأكسجين ثابتة وتفي إحتياجات الحياة علي الأرض ، ولو زادت نسبة الأكسجين لأصبح كل ما علي الأرض عرضة للإشتعال ، ولو نقصت لتعذر الإشتعال وتنفس الكائنات الحية ، وأصبحت الحياة مستحيلة علي كوكب الأرض .
نسبة ثاني أكسيد الكربون 03% ، من حجم الهواء الجوي وهي نسبة مقدرة من لدن حكيم خبير .



الطبقة السفلي من الغلاف الجوي ( التروبوسفير) تحتوي علي نسبة 80 % من إجمالي غاز ثاني أكسيد الكربون ، وقد أودع الله فيه خاصية إمتصاص الأشعة تحت الحمراء من أشعة الشمس الساقطة علي الأرض ، وهي الأشعة المسؤولة عن الحرارة ، ومن ثم الدفء ، ومعني هذا أن الإخلال بنسبة ثاني أكسيد الكربون زيادة أو نقص تعني زيادة في متوسط درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض أو نقصانها .
ماذا يحدث لو زادت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو ؟ .
يؤدي ذلك إلي إنصهار كميات الثلوج الهائلة في القطبين المتجمدين ، أو فوق قمم الجبال مما ينذر بطوفان لا يبقي ولا يذر .
ماذا يحدث لو إنخفضت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو ؟ .
 إذا إنخفضت نسبة ثاني أكسيد الكربون يؤدي ذلك إلي إنخفاض معدلات البناء الضوئي التي تقوم به النباتات ، مما يترتب عليه نقص الأكسجين في الهواء وموت الكائنات الحية 

الهواء الجوي له خصائص طبيعية مذهلة

وهي أنه مائع ، وشفاف ، وناقل ، وإلي حضراتكم التوضيح : - 
1- مائع : - ليتأثر فوراً بمثيري الحرارة والضغط ، مما يؤدي إلي سرعة تحركه ، وما ينتج عن هذه الحركة من رياح ، وعواصف ، وأعاصير ، تثير الأمواج في البحار والمحيطات ، وتحمل البخار الذي يتكثف إلي سحب وأمطار فيحدث توازن حراري .
2 - شفاف : - ليسمح بنفاذ الضوء وتشتته مما يؤدي إلي حدوث ظاهرة النهار ، ولولا هذه الخاصية لساد جو الأرض ظلام تام ، وطبقة النهار لا تزيد إرتفاعها عن 200 كم ، وهي تواجه الشمس بإستمرار ، وتنسلخ من جسم الغلاف الجوي المظلم ، كما يُسلخ الجلد من البعير . قال تعالي : - ( وأية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذاهم مظلمون ) سورة يس أية 37 .
3 - ناقل : - أي أن الهواء وسط ضروري لنقل موجات الصوت علي سطح الأرض ، ولذلك يمكننا البث ( علي الهواء ) مباشرة .
والآن اسمحولي نكتفي بهذا القدرعن الغلاف الجوي للأرض ، ونبدأ حديثنا الآن عن خط حماية أخر لكوكب الأرض ، ولجميع الكائنات الحية عليه ، ألا وهو الغلاف المغناطيسي للأرض .

الغلاف ( أوالمجال ) المغناطيسي للأرض

لا يعد الغلاف المغناطيسي للأرض طبقة من طبقات الغلاف الجوي ، و تخرج خطوط القوة المغناطيسية من باطن الأرض ممتدة عبر الغلاف الجوي إلى الفضاء الخارجي ، يعرف بالغلاف المغناطيسي الأرضي ، يظهر شكل الغلاف المغناطيسي غير متناسق حول الأرض ، إذ يكون مضغوطاً في الجهة المقابلة للشمس ، بسبب تصادمه بالرياح الشمسية ، مشكلاً ما يعرف بقوس أو جبهة الإصطدام  عند إرتفاع حوالي 60 ألف كم .
بينما يكون في الجهة الأخرى ممتداً مشكلاً ذيلاً عظيماً في الفضاء ، يعرف بذيل الغلاف المغناطيسي ، ويتشكل الذيل بواسطة الرياح الشمسية التي تلتف حول الغلاف المغناطيسي ، والتي تسحبه معها عبر الفضاء الخارجي .



مصدرالمجال المغناطيسي الأرضي : -  الأرض تحتوي على رواسب كثيرة من خامات الحديد ، وفي العصور القديمة تمغنطت جميع هذه الرواسب الحديدية تدريجيا في إتجاه واحد , فكونت مغناطيس كبير جدا في باطن الأرض .
الخطوط المغناطيسية منحرفة ، أو مائلة على محور دوران الأرض حول نفسها ، بزاوية 11،5 درجة ، ولذلك لاينطبق القطبان المغناطيسيان للأرض مع قطبيها أو محور دورانها حول نفسها .
فالإبرة المغناطيسية للبوصلة لاتشير تماما ً إلى الشمال الجغرافي ، وإنما إلى الشمال المغناطيسي ، وهذا الإختلاف يحسب سنويا ً ، ويضاف عند عمليات الرصد الفلكية ، وكذلك لأغراض الملاحة البحرية والجوية .
فالقطب الشمالي المغناطيسي يقع في شمال كندا ، ويبعد حوالي 1500 كم غرب القطب الشمالي الجغرافي ، كما أن القطب الجنوبي المغناطيسي يقع في بحر روس ، ويبعد حوالي 2400 كم شمال شرق القطب الجنوبي الجغرافي .
والجزء الأكبر من المجال المغناطيسي للأرض ( أي المجال الأساسي ) مكانه باطن الأرض ، وهذا الجزء بطيء التغير ، ولكن طالما أنه يتغير فإن موقع القطبين المغناطيسيين الشمالي والجنوبي يتغير كل عام بعدة عشرات من الكيلومترات ، ويفسر بعض العلماء سبب هذا التغير في المجال الأساسي المغناطيسي للأرض ، بوجود تيارات كهربائية عارمة في باطن الأرض .
المجال المغناطيسي للأرض نعمة كبيرة ولكننا غافلون عنها ، قال تعالي : - ( وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) سورة يوسف أية 105 .
تتميز أرضنا بوجود مجال مغناطيسي حولها يمتد لأكثر من 60 ألف كيلو متر في الفضاء ، وهذا المجال يمنع الكثير من الجزيئات الخطرة المنبعثة من الشمس والتي تحملها الرياح الشمسية . فعندما تقترب الرياح الشمسية المحملة بالجسيمات الخطرة  ، يقوم هذا المجال بطرد الجزء الأكبرمنها ، ويسمح فقط بدخول جزء ضئيل جداً   فنراه على شكل "شفق" ، ولكن جزءاً من هذه الجسيمات يقترب حتى يصل إلى مسافة قريبة من الأرض ، ولكن من رحمة الله تعالى بنا ، أنه يتبدّد أيضاً مشكلاً ظاهرة الشفق القطبي ، والذي سبق الحديث عنه بالتفصيل في الحلقة الحادية عشر ،  ويعتبر المجال المغناطيسي للأرض هو الأقوى بين الكواكب  .



وهنا يتجلى القسم الإلهي بهذه الظاهرة ، قال تعالى : - ( فلاأُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) سورة الإنشقاق أية 16.
يقول العلماء إن ظاهرة الشفق تعتبرمن أجمل الظواهر الكونية ، وأكثرها خدمة لنا من دون أن نشعر بها أو نقدر قيمتها ، قال تعالي : -  ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاتُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) سورة النحل أية 18 ، ولو تأملنا هذه الآية ولماذا ربط الله بين نعمته التي لا تُحصى ، وبين المغفرة والرحمة ، يمكن أن ندرك أننا إذا أردنا أن نحظى برحمة الله ومغفرته ، ينبغي علينا أن نشكر نعمة الله تعالي .




سؤال ماذا تمثل ظاهرة الشفق القطبي ؟ .
تعتبر ظاهرة الشفق القطبي بمثابة تفريغ للطاقة التي تولدها الرياح الشمسية ، سبحان الله حتى الأخطار المحدقة بنا يهيئ الله أسباب إبعادها عنا ، ومع ذلك يرينا منظراً بديعاً عسى أن نتفكر فيه. ولو قُدر لهذه الأجسام القادمة من الشمس أن تدخل إلى الأرض لإخترقت أجسادنا وحولتنا إلى جثث متفحمة ، ولكن الله تعالى سخر لنا الغلاف الجوي لصد هذه الجسيمات الخطرة ، وإبعادها وتفريغ طاقتها على شكل شفق جميل .
وهناك ملايين الأحداث والإصطدامات تتم خارج أرضنا ولا نشعر بها ، فقد رصد العلماء مؤخراً صدمة عنيفة بين الرياح الشمسية الفتاكة ، وبين المجال المغناطيسي للأرض أشبه بمعركة حامية ، وإنتهت بتغلب هذا المجال على رياح الشمس، وصد هذا الهجوم عنا .
فسبحان الله الذي قال في كتابه : - (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) سورة الأنبياء أية 32.
ويؤكد العلماء أن المجال المغناطيسي للأرض في الماضي كان أقوى كثيراً من اليوم ، ولا يزال يتناقص باستمرار، وقد يأتي ذلك اليوم حيث ينعدم هذا المجال ، ويسمح للعواصف الشمسية بإختراق غلاف الأرض ، وملامسة البحار مما يؤدي إلى رفع درجة حرارتها ، وتفكك الماء إلى هيدروجين وأكسجين وهذا المزيج يعتبر متفجراً وخطيراً ، وبعد ذلك تحدث إنفجارات عنيفة .
قال الله تعالى  : - ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) سورة التكويرأية 6 . وقال تعالي : - ( وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ) سورة الانفطارأية 3. ومعنى (سُجِّرَتْ) أي إرتفعت درجة حرارتها وأُحميت  .
سؤال هل المواجهات بين الرياح الشمسية والغلاف المغناطيسي للأرض تحدث في نصف الكرة الأرضية المواجه للشمس فقط ( النهار ) ، أم  أنها تحدث في الوجه الأخر من الارض (الليل) ؟ .



 (صورة لنيازك في طريقه إلي الأرض )

إن الجانب المواجه للشمس فقط ( أي النهار) هو الذي يتعرض لهذه المواجهات العنيفة بين المجال المغناطيسي والرياح الشمسية ، أما الجانب المظلم من الأرض نجده ساكناً هادئاً أي أن الليل سكناً ، وهذا ما أشار إليه القرآن في قوله تعالى : - ( فَالِقُ الإصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) سورة الأنعام أية 96 
وفي هذه الآية إشارة خفية إلى التفاعلات التي تحدث أثناء النهار ، ويتم بنتيجتها إصطدام الجزئيات المشحونة كهربائياً ، والقادمة من الشمس باتجاه الأرض ، وتكسرها كما تتكسر الأمواج على الشاطئ ، تأملوا معي قول الله تعالى ( فَالِقُ الإصْبَاحِ ) ألا تلمسوا إشارة إلى نوع من أنواع الحركة والإنفلاق .


(صورة لعاصفة شمسية في طريقها إلي الأرض والغلاف المغناطيسي يستعد للمواجهه)

إن الله تعالى أحاط كوكب الأرض بمجال مغناطيسي ، يعمل على صد الهجوم الشمسي القاتل ، فهل نشعر بهذه النعمة التي تقينا شر الشمس ، فهل نستشعر معنى قول الله تعالى : - ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) سورة إبراهيم آيات 33-34 .

سؤال هل الطيور تري المجال المغناطيسي ؟ وهل تستفيد منه أثناء الطير ؟ .

الطيور ترى المجال المغناطيسي قال تعالى : - ( أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) سورة النحل أية 73 .
ولقد سخَّر الله لهذه الطيور ما تهتدي به في رحلاتها ، وهذا ما تخبرنا به الأبحاث العلمية الجديدة .


يقول البروفسور / هنريك موريتسن Henrik Mouritsen أستاذ علم ( الأعصاب الحسي ) في جامعة أولدن برغ في ألمانيا : - تشير الدراسات إلى أن الطيور مزودة بأجهزة خاصة في عيونها تتصل مع خلايا عصبية في الدماغ ، تمكنها من رؤية خطوط المجال المغناطيسي للأرض .
لقد زود الله الطيور بأجهزة خاصة في دماغها ، تستطيع بواسطتها رؤية خطوط المجال المغناطيسي للأرض بلون أزرق ، وهذا ما يساعدها على التوجه ، وهذه المراكز موجودة في منطقة الناصية من الدماغ ، قال تعالى: - (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) سورة هود أية 56 .
أمام هذه الحقائق لا نملك إلا أن نقول : - سبحان الله على الرغم من كل هذه النعم إلا أننا نجد من ينكر ويجحد ويكفر بالله ، قال تعالى : - (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى ولا كِتَابٍ مُنِيرٍ) سورة لقمان أية 20 .
إسمحولي نكتفي بهذا القدر من المعلومات عن الغلاف المغناطيسي للأرض ،علي أن نتناول موضوع آخر الحلقة القادمة إن شاء الله .
أحبابي متابعي الخواطر ، هل أدركتم عظمة الله ، ومحبته لنا ، ولطفه بنا ، يا أحبابي من ظن أن الظلم سيدوم ، ومن ظن أن مجرم أو قاتل أو ظالم سينجو من العقوبة ، فقد أساء الأدب مع الله .
أحبتي في الله ، أوصيكم ونفسي بتجديد التوبة مع الله ، تعالوا ننظف قلوبنا وأنفسنا من الغل والحقد والحسد والأنانية وحب الذات وحب الدنيا وحب الهوي ، وحينئذ نمليء قلوبنا بحب الله ، ثم بحب رسوله صلي الله عليه وسلم ، وعندما يختلط علينا أي أمر من أمور الدنيا ، مرر هذا الأمر علي قلبك وكأنك بتعمل أشعة ( فقلبك هو جهاز الأشعة ) ، فإذا أخذ هذا الأمر ضوء أخضر بمعني كان يرضي الله ، ثم رسوله ، فوافق عليه وإلا ..فلا توافق علية ، إجعل مقياسك في الأموركلها مرضاة الله ثم رسوله . 
"جاء أعرابى إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، قال يا رسول الله " من يحاسب الخلق يوم القيامة ؟ " فقال الرسول "الله" فقال الأعرابى :- بنفسه ؟؟ فقال النبى : - بنفسه فضحك الأعرابى وقال اللهم لك الحمد . فقال النبى : - لما الإبتسام يا أعرابى ؟ فقال : - يا رسول الله إن الكريم إذا قدرعفى و إذا حاسب سامح ، قال النبى صلي الله عليه وسلم : -  فقه الأعرابى .
وفي حديث قدسي عن رب العزة سبحانه وتعالي : -
 جاء فيه أنه عند معصية آدم فى الجنة ، ناداه الله يا آدم لا تجزع من قولي لك ( أخرج منها ) فلك خلقتها ، ولكن إنزل إلي الأرض ، وذل نفسك من أجلي ، وإنكسر في حبي ،
 حتى إذا زاد شوقك إلى وإليها ، تعالى لأدخلك إليها مرة أخرى ، يا آدم كنت تتمني أن أعصمك ؟ ، قال آدم نعم   
فقال الله : - ( يا آدم إذا عصمتك ، وعصمت بنيك ، فعلى من أجود برحمتى ، وعلي من أتفضل بكرمي ، وعلي من أتودد ، وعلي من أغفر ، يا آدم ذنب تذل به إلينا ، أحب من    طاعة تراءي بها علينا ، يا آدم أنين المذنبين أحب الينا من تسبيح المرائيين .

وفي حديث قدسي يقول الله تعالي مخاطباً النبي داود عليه السلام 
" يا داود لو يعلم المدبرون عنى شوقى لعودتهم ورغبتى فى توبتهم لذابــو شوقا إلى 
يا داود هذه رغبتى فى المدبرين عنى ، فكيف محبتى فى المقبلين على .
إلي هنا نكون قد وصلنا إلي نهاية الحلقة ، أترككم في رعاية الله وأمنه ، علي أمل اللقاء بكم الحلقة القادمة إن شاء الله .  
أستودعكم الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات:

الحلقة الثلاثون  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : - أهلاً ومرحباً بكم ، لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلى بركة الله نبدأ حلقة ...