الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013




الحلقة الثالثة 



موضوع الحلقة : -( نشأة الكون ) .                                                                       

 قال تعالي:- ( الله خالق كل شيء وهو علي كل شيء وكيل ) سورة الزمر أية 62                                                       
 أصبح يقيناً عند كل علماء الفيزياء الكونية أن الكون حادث ،  وليس أزلياً ، ولا أبدياً ، ولا سرمدياً ، وسأوضح لكم الفرق بين الأزلي ، والأبدي ، والسرمدي .
  فالأزلي : - هو الماضي من غير نهاية .   
 والأبدي : - هو المستقبل من غير نهاية .        
أما السرمدي : - فيشمل الأثنين ( الأزلي والأبدي )  ، أي أنه الماضي والمستقبل بلا نهاية .    
وإذا كان لكل نظام وحدة بناء ، فإن الذرة هي وحدة بناء المادة وبالتالي فهي وحدة بناء الكون .  
 هناك  قاعدة تقول أن كل مركب حادث وكل حادثٍ لابد له من محدث ، فإذا اختذلنا الكون كله في وحده بناءه الأولي وهي الذرة ، سنجد أن حتي الذرة مركبة أيضاً  ،  وأصغر ذرة هي الهيدروجين ، وذرة الهيدروجين مركبة من ( بروتون واحد موجب ، ونيوترون واحد  متعادل الشحنة ، ويدور حول النواة الكترون واحد  سالب الشحنة ،
 إذن الكون حادث ولابد له من محدث وهو:- ( الله ، الواحد الأحد ، الفرد الصمد) .                                                                  
وعندما شاءت إرادة الخالق سبحانه ، عظمت صفاته ، وتقدست أسماؤه ، إبداع هذا الوجود قال تعالي :- ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) سورة يس أية 82 ، وقال تعالي : ( الله نور السماوات والأرض ) . سورة النور أية 35 ، بتأمل الأيات نستدل علي أنه في البداية كان نور الله ، ثم كانت كلمة كن ، فتولد الكون من الضياء الالهي .                                                                                     

علي بركة الله نبدأ مسيرتنا مع اللحظات الأولي التي تم فيها خلق الكون .      
 سؤال :- هل كان هناك آ نذاك من أحد ليشهد تلك اللحظات ؟       
 الاجابة لا ،  قال تعالي : - ( ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضداً ) سورة الكهف أية 51                   
والأن تعالوا معي نتصور لحظة بداية الكون ، هناك نظريات كثيرة لتصور بداية الكون أهمها : - ( نظرية الانفجار العظيم ، Big Bang ).للعالم الفلكي البلجيكي / جورج جامو عام 1948 م  ، وهذه النظرية لها  قبولاً عظيماً وإستحساناً متزايداً لدي العلماء .                                                             
سؤال : - ماذا تقول نظرية الانفجار العظيم ؟ الإجابة بإختصار في  بداية الكون كان هناك جرماً لا يستطيع أحد من البشر تخيله .                         
 فهو من الصغر بمكان ، بما  يفوق تخيل العقل البشري ،         
 ومن الكثافة بمكان ، بما  يفوق تخيل العقل البشري ،                                                   ومن الطاقة بمكان ، بما  يفوق تخيل العقل البشري  ،     
تخيلوا حتي هذه اللحظة جيداً ، في الصفر من عمر الكون ، كانت كل الذرات والكواكب والنجوم والمجرات كامنة في هيئة الجرم الصغير الذي لا يستطيع  العقل البشري تخيله . 
[ وكانت مشيئة الله بإنفجار هذا الجرم  ] ،  فانفجر هذا الجرم الأولي ،  فكان ( الفتق الأول ) 
 قال تعالي :-  ( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) . سورة الانبياء أية 30 


صورة توضح لحظة الإنفجار العظيم ( الفتق الأول )
                      
إذن في البداية كان هناك رتقاً ،  ثم أتبعه فتقاً بهذا الانفجار العظيم وفي أخر الزمان سيحدث رتقاً  ثانياً ، يتبعه  فتفاً ثانياً ، ، قال تعالي ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين ) سورة الأنبياء أية 104                                             
 حدث الإنفجار العظيم ، وتولد معه حرارة لا يمكن تخيلها ، مائة بليون درجة مئوية ، مما سبب تفتت الذرات إلي جسيمات أولية ، ومن ثم أخذت مادة الكون في التمدد السريع ، وبعد فترة هبطت السخونة إلي بليون من الدرجات المئوية ، وهي حرارة باطن أسخن النجوم ، وعندئذ لم تعد البروتونات والنيوترونات ذات طاقة تكفي للأفلات من قوي التجاذب النووي ، فبدأت بالالتحام لتشكل نوي ذرات الهيدروجين التي تضم بروتون واحد ونيوترون واحد ، ثم تشكلت نوي الهيليوم ( 2 بروتون، و 2 نيوترون ) ...............وهكذا .  
 معني هذا أن الهيدروجين هو أول عناصر الكون تشكلاً وأكثرها وجوداً ....وأخذ الكون في الإتساع والحرارة في الإنخفاض .
نعود مرة أخري للحظة الإنفجار العظيم والذي كان مصحوباً بغلالة من الدخان ، وهذه هي (مرحلة الدخان )، وفي هذه المرحلة خلق الله السماوات والارض ، قال تعالي  ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعاً أو كرهاً قالتا آ تينا طائعين ) سورة فصلت اية 11 .    
وبدأت غلالة الدخان تتقارب وكونت مجموعات شمسية ، والمجموعات الشمسية كونت مجرات ، والمجرات كونت داليات ، والداليات كونت عناقيد ........وهكذا حتي تكون كل هذا الكون بحول الله وقوته  .                           
ومنذ لحظة الإنفجار العظيم والكون في إتساع دائما قال تعالي :-(والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون )  أكتفي بهذا القدر علي أن نكمل حديثنا في الحلقة القادمة إن شاء الله .                     
 أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .

ليست هناك تعليقات:

الحلقة الثلاثون  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : - أهلاً ومرحباً بكم ، لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلى بركة الله نبدأ حلقة ...