الحلقة الثالثة
موضوع الحلقة : -( نشأة الكون ) .
قال تعالي:- ( الله خالق كل شيء وهو علي كل شيء وكيل ) سورة الزمر أية 62
أصبح يقيناً عند كل علماء الفيزياء الكونية أن الكون حادث ، وليس أزلياً ، ولا أبدياً ، ولا سرمدياً ، وسأوضح لكم الفرق بين الأزلي ، والأبدي ، والسرمدي .
فالأزلي : - هو الماضي من غير نهاية .
والأبدي : - هو المستقبل من غير نهاية .
أما السرمدي : - فيشمل الأثنين ( الأزلي والأبدي ) ، أي أنه الماضي والمستقبل بلا نهاية .
وإذا كان لكل نظام وحدة بناء ، فإن الذرة هي وحدة بناء المادة وبالتالي فهي وحدة بناء الكون .
هناك قاعدة تقول أن كل مركب حادث وكل حادثٍ لابد له من محدث ، فإذا اختذلنا الكون كله في وحده بناءه الأولي وهي الذرة ، سنجد أن حتي الذرة مركبة أيضاً ، وأصغر ذرة هي الهيدروجين ، وذرة الهيدروجين مركبة من ( بروتون واحد موجب ، ونيوترون واحد متعادل الشحنة ، ويدور حول النواة الكترون واحد سالب الشحنة ،
إذن الكون حادث ولابد له من محدث وهو:- ( الله ، الواحد الأحد ، الفرد الصمد) .
وعندما شاءت إرادة الخالق سبحانه ، عظمت صفاته ، وتقدست أسماؤه ، إبداع هذا الوجود قال تعالي :- ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) سورة يس أية 82 ، وقال تعالي : ( الله نور السماوات والأرض ) . سورة النور أية 35 ، بتأمل الأيات نستدل علي أنه في البداية كان نور الله ، ثم كانت كلمة كن ، فتولد الكون من الضياء الالهي .
علي بركة الله نبدأ مسيرتنا مع اللحظات الأولي التي تم فيها خلق الكون .
سؤال :- هل كان هناك آ نذاك من أحد ليشهد تلك اللحظات ؟
الاجابة لا ، قال تعالي : - ( ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضداً ) سورة الكهف أية 51
والأن تعالوا معي نتصور لحظة بداية الكون ، هناك نظريات كثيرة لتصور بداية الكون أهمها : - ( نظرية الانفجار العظيم ، Big Bang ).للعالم الفلكي البلجيكي / جورج جامو عام 1948 م ، وهذه النظرية لها قبولاً عظيماً وإستحساناً متزايداً لدي العلماء .
سؤال : - ماذا تقول نظرية الانفجار العظيم ؟ الإجابة بإختصار في بداية الكون كان هناك جرماً لا يستطيع أحد من البشر تخيله .
فهو من الصغر بمكان ، بما يفوق تخيل العقل البشري ،
ومن الكثافة بمكان ، بما يفوق تخيل العقل البشري ، ومن الطاقة بمكان ، بما يفوق تخيل العقل البشري ،
تخيلوا حتي هذه اللحظة جيداً ، في الصفر من عمر الكون ، كانت كل الذرات والكواكب والنجوم والمجرات كامنة في هيئة الجرم الصغير الذي لا يستطيع العقل البشري تخيله .
[ وكانت مشيئة الله بإنفجار هذا الجرم ] ، فانفجر هذا الجرم الأولي ، فكان ( الفتق الأول )
قال تعالي :- ( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) . سورة الانبياء أية 30
صورة توضح لحظة الإنفجار العظيم ( الفتق الأول )
إذن في البداية كان هناك رتقاً ، ثم أتبعه فتقاً بهذا الانفجار العظيم وفي أخر الزمان سيحدث رتقاً ثانياً ، يتبعه فتفاً ثانياً ، ، قال تعالي ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين ) سورة الأنبياء أية 104
حدث الإنفجار العظيم ، وتولد معه حرارة لا يمكن تخيلها ، مائة بليون درجة مئوية ، مما سبب تفتت الذرات إلي جسيمات أولية ، ومن ثم أخذت مادة الكون في التمدد السريع ، وبعد فترة هبطت السخونة إلي بليون من الدرجات المئوية ، وهي حرارة باطن أسخن النجوم ، وعندئذ لم تعد البروتونات والنيوترونات ذات طاقة تكفي للأفلات من قوي التجاذب النووي ، فبدأت بالالتحام لتشكل نوي ذرات الهيدروجين التي تضم بروتون واحد ونيوترون واحد ، ثم تشكلت نوي الهيليوم ( 2 بروتون، و 2 نيوترون ) ...............وهكذا .
معني هذا أن الهيدروجين هو أول عناصر الكون تشكلاً وأكثرها وجوداً ....وأخذ الكون في الإتساع والحرارة في الإنخفاض .
نعود مرة أخري للحظة الإنفجار العظيم والذي كان مصحوباً بغلالة من الدخان ، وهذه هي (مرحلة الدخان )، وفي هذه المرحلة خلق الله السماوات والارض ، قال تعالي ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعاً أو كرهاً قالتا آ تينا طائعين ) سورة فصلت اية 11 .
وبدأت غلالة الدخان تتقارب وكونت مجموعات شمسية ، والمجموعات الشمسية كونت مجرات ، والمجرات كونت داليات ، والداليات كونت عناقيد ........وهكذا حتي تكون كل هذا الكون بحول الله وقوته .
ومنذ لحظة الإنفجار العظيم والكون في إتساع دائما قال تعالي :-(والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون ) أكتفي بهذا القدر علي أن نكمل حديثنا في الحلقة القادمة إن شاء الله .
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق