الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013




الحلقة الثانية 


مقدمة الحلقة : -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : -
لا تنسوا موعدنا غدًا إن شاء الله ، مع الحلقة الثانية ، وارجوا من حضراتكم قراءة الحلقة
الأولي ، حتي تكون المعلومة مكتملة وتعم الفائدة .
كلنا نعلم أن البدن بعد الموت يتحلل و يتحول إلي تراب ، لكن هل من الممكن أن يتحول إلي حجارة ، أو إلى حديد ، وعلي أي أساس  ؟ .                   
 أخبرنا النبي ( صل الله عليه وسلم ) : - بأننا سندخل الجنة  إن شاء الله علي هيئة أبونا  آ دم عليه السلام ، الطول ستون ذراعاً ، والعرض سبعة أذرع ، كما أخبرنا بأن ضرس الكافر في النار مثل جبل أحد ، ومعني هذا أن أبداننا في الأخرة ستكون غير أبداننا هذه والتي بين أضلعنا الأن ، فكيف نوفق بين هذا قول الرسول صل الله عليه وسلم وبين قول الله تعالي : -  ( اليوم نختم علي أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون )
يس أية 65 ؟ ، ومن الأية نفهم بأن الذي سيتكلم ويشهد علينا أيدينا هذه ، وأرجلنا هذه التي معنا الأن ، فهل أبداننا هذه هي التي ستكون معنا في أرض المحشر؟ وندخل بها الجنة بإذن الله ، أم تستبدل أبداننا بأبدان اخري ؟ .
                                                  
 التساؤل التالي قال الله تعالي : - ( إن الذين كفروا بأياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جُلُودُهُم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيما ) سورة النساء أية 56 ، وذكرنا في الحلقة الماضية بأن النفس هى المسئولة في الإنسان ، وهى 
التي تنعم في الجنة ،  أو تعذب في النار والعياذ بالله  . والسؤال الآن هل الجلد ينعم أويعذب أيضاً مع النفس ؟ أم ماذا ؟  .         
الاجابة علي هذه الأسئلة ضمن لقاء الغد بإذن الله إن شاء الله .                                 أستودعكم الله ، والسلام  عليكم ورحمة الله وبركاته .                                                                                   
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : - 
أهلاً ومرحباً بكم ، لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلى بركة الله نبدأ حلقة اليوم ، والتي ستكون عن طبيعة النفس البشرية ، والذى بدأناه الأسبوع الماضى .

 فعندما يموت الإنسان تخرج الذات لعالم البرزخ ، أما البدن فيعود إلي الأرض ، قال الله تعالي : - ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخري ) سورة طه أية 55 فيتحلل البدن ويتحول بحول الله وقوته ، إلي تراب ، أو إلى حجارة ، أو إلى حديد ، حسب نوع التربة التي دفن فيها البدن .      
ولقد أثبتت الأبحاث بأن البدن مكون من ستة عشر عنصراً ، هي نفس العناصرالموجودة في التراب ، فسبحان الواحد الأحد ، الفرد الصمد  .

سؤال كيف تتحول العظام إلى تراب ، أوإلى حجارة ، أو إلى حديد ؟

1- إذا دفن البدن في تربة ترابية ، فإنه بعد فترة يتحلل و يتحول إلي تراب . 


2- وإذا دفن البدن في تربة كانت غنية بمركبات السيليكا واكسيد الكالسيوم ،  فعلى المدي البعيد ، و بفعل المياة الجوفية التي تسحب من البدن عناصره المختلفة وتملئه بالسيليكا واكسيد الكالسيوم ، فيتحول الهيكل العظمي الي حجارة . 

3-  واذا دفن البدن في تربة كانت غنية بأكسيد الحديد ، وعنصر البيريت أي ثاني كبريتيد الحديد ، وبفعل المياة الجوفية التي تسحب من البدن عناصره وتملئه باكسيد الحديد ، وعنصر البيريت ، ومع الوقت يتحول الهيكل العظمي ليصبح كله من الحديد ، 
بكل خواصه من بريق ولون ، بحيث إذا رأيته حسبت أنه قد صنعه صانع من الحديد فعلا
قال الله تعالى مخاطباً منكري البعث : - ( وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبا ً) سورة الإسراء آيات 49 ، 50 ، 51 ، تتحدث هذه الآيات عن إنكار المشركين 
 لحقيقة البعث بعد الموت ، بعد أن يتحولوا إلى عظام وتراب , ولكن جاء الرد الإلهي يخبرهم أنكم حتى لو أصبحتم حجارة أو حديد ، فإن الله قادر على أن يبعثكم مرة أخرى ، وفي هذه الآيات يشير القرآن الكريم إلى تحول 
 الموتى إلى حجارة أو حديد ، وهذه حقيقة تم إثباتها علميا ، ليس هذا فقط بل أصبحت هذه الحقيقة أساس علمي لدراسات أكثر تعقيدا فيما يعرف بعلم المتحجرات ، وبالتالي فإن القرآن الكريم قد سبق العلم الحديث ، في الإشارة إلى حقيقة تكون الحفريات نتيجة تحول الموتى إلى حجارة أو حديد ، فمن الذي علم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم بذلك يا من تنكرون نبوته ؟                 
ننتقل إلي النقطة الثانية وهي شهادة الأعضاء لنا ، أو علينا .         
 يوم القيامة سيحينا الله تعالي بنفس الأبدان ، ونمر بجميع مراحل يوم القيامة بنفس الأبدان ، وبعد فصل الله بين العباد ، ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) ، هنا ينتهي دور هذا البدن فيتحلل مرة اخري ويتحول إلى تراب والله اعلم  ، أما الذات فتدخل بدن آخر أعده الله لنا علي هيئة أبونا آدم الطول ثلاثون متر ،  والعرض ثلاثة ونصف متر والعمر ثلاث وثلاثون عاماً ، قال الله تعالي : - (... وإذا النفوس زوجت ...) ، نسأل الله تعالي  أن يجعلنا وجميع المسلمين في الجنة اللهم أمين . 
 ننتقل إلي النقطة الثالثة : - وهي هل الجلد ينعم أو يعذب ؟ طبياً الجلد لا يعذب ولا ينعم ، ثم تأملوا جيدا في قول الله تعالي:- ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب ) سورة النساء أية 56 ، لو قال الله تعالي لتذوق العذاب لكان الضمير عائداً علي الجلد ، إنما قال ( ليذوقوا العذاب ) فالضمير عائداً علي النفس ، وبالتالى فإن النفس هى  
 التي تنعم في الجنة ، أو تعذب في النار .
اسمحولي نكتفى بهذا القدر من المعلومات حول طبيعة النفس البشرية ، على أن نبدأ الحلقة القادمة ، في موضوعنا الأساسي ، كتاب الله المنظور الكون وكيف بدأ ، وأين نحن من الكون ، وسوف أبذل كل جهدي أن أوصل لحضراتكم المعلومة بإسلوب سهل وشيق بمشيئة الله ، وأثناء الحلقة سوف ندعوا إلى الله تعالى ، لنستحضر عظمة الله في نفوسنا في كل شيء في أقوالنا وأفعالنا ، محاولة منا لمعرفة قدر الله ، مستعينين بالله ، وبتقوى الله ، قال تعالى : - ( واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم ) سورة البقرة أية 282 .
فعلينا جميعا مجاهدة النفس ، والعمل علي تهذيبها ، وأن نشغل أنفسنا دائما بطاعة الله .
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله جهاد النفس أربع مراتب : -
أحدها : - أن تجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق ، الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به ، ومتى فاتها علمه شقيت في الدارين .
الثانية : - أن تجاهدها على العمل به بعد علمه ، وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها .
الثالثة : - أن تجاهدها على الدعوة إليه ، وتعليمه من لا يعلمه . وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات ، ولا ينفعه علمه ، ولا ينجيه من عذاب الله .
الرابعة : - أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق ، ويتحمل ذلك كله لله ) انتهى كلامه رحمه الله .
وفي وصية لقمان لابنه قال :  - ( يا بني، إن الإيمان قائد والعمل سائق والنفس حزون، فإن فتر سائقها ضلت عن الطريق ، وإن فتر قائدها حزنت ، فإذا اجتمعا استقامت ).
نسأل الله تعالى أن يقينا شر أنفسنا ، وأن يصلحنا ويصلح بنا ، اللهم آميين .     
وبهذا نكون قد وصلنا الي نهاية الحلقة  ، أشهد الله أني أحبكم جميعا في الله ، أترككم على أمل اللقاء بكم الأسبوع القادم مع حلقة جديدة وموضوع جديد  .
استودعكم الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 

ليست هناك تعليقات:

الحلقة الثلاثون  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : - أهلاً ومرحباً بكم ، لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلى بركة الله نبدأ حلقة ...