الأربعاء، 12 فبراير 2014


الحلقة السادسة عشر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : - 
أهلاً ومرحباً بكم لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلي بركة الله نبدأ حلقة اليوم ، وسوف تكون عن الغلاف اليابسي للكرة الأرضية .
والآن تعالوا نتعرف علي طبقات الغلاف اليابسي للأرض ، فإذا توغلنا إلي مركز الأرض ، لوجدنا أن قشرة الأرض الخارجية فقط ، هي الجزء الوحيد الصلب والصخري ، وكلما تعمقنا إلي الداخل ، ارتفعت درجة الحرارة ، وزادت الكثافة ، فمثلاً تصل حرارة الصخور تحت القشرة الخارجية للأرض ، إلي حد تنصهر معه ، وتتحول من الحالة الصلبة إلي الحالة السائلة ، وعند مركز الأرض تحديداً ، تكون درجات الحرارة أعلى ما يمكن ، وتزداد كثافة  الصخور إلي حد تعود معه الصخور إلي الحالة الصلبة ، مع احتفاظها بحرارة بالغة الإرتفاع .

إن علماء الغرب اليوم ، يعترفون بجهلهم الكبير في حقيقة ما في داخل الأرض ، لأنهم لم ينفذوا إلا لعمق  13 كم تقريباً ، مع العلم أن قطر الأرض يبلغ حوالي 12756 كم ، أي أنهم لم ينفذوا إلا لمسافة تقدر بواحد على الألف من قطر الأرض ، ويؤكدون استحالة إختراق طبقات الأرض ومعرفة التركيب الحقيقي لها .
طبعاً السبب في عدم قدرة البشر على النفاذ داخل الأرض ، لأن درجة الحرارة ترتفع بشكل كبير مع العمق ، ويزداد الضغط بشكل هائل ، فلا يمكن لأي آلة أن تتحمل مثل هذه الحرارة أو الضغط مهما بلغت من الصلابة ، وهنا يتجلى التحدي الإلهي بقوله تعالى : - ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ * فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) سورة الرحمن آيات 33-34 .
 فهذه الحقائق أخبرنا بها القرآن الكريم ، قبل 14 قرناً من الزمان ، و يعترف بها علماء الغرب اليوم ، وهي إستحالة النفاذ من أقطار السموات أو الأرض ، وهذه معجزة علمية للقرآن الكريم .

 ففي البداية قرر العلماء أن عدد طبقات الأرض ثلاثة : -
1- طبقة خارجية وهي القشرة الخارجية .
2- طبقة داخلية وهي النواة .
3- و طبقة متوسطة بينهما وهي الوشاح .

ولكن نظرية الثلاث طبقات للأرض لم تصمد طويلاً ، بسبب الإكتشافات الجديدة في علم الأرض ،  فالقياسات والإختبارات الحديثة ، أظهرت أن المادة الموجودة في نواة الأرض ذات ضغط هائل ، يبلغ أكثر من 3 ملايين مرة الضغط على سطح الأرض .
وفي ظل هذا الضغط سوف تتحول المادة إلى الحالة الصلبة ، وهذا يعني أن قلب الأرض صلب جداً ، وتحيط به طبقة سائلة ذات درجة حرارة عالية للغاية .
وهذا يعني أيضاً أن هنالك في باطن الأرض ، طبقتين وليس طبقة واحدة ، أي طبقة صلبة في المركز ، تحيط بها طبقة سائلة .
ولذلك اضطر العلماء لإعتبار أن النواة ، عبارة عن طبقتين وليست طبقة واحدة .
ثم تبين أن القشرة الأرضية ، تعوم على طبقة أخرى غير الوشاح ، لها كثافة تختلف عن كثافة الوشاح ، ولذلك أصبح عدد طبقات الأرض خمسة .
وحديثاً ومنذ سنوات قليلة ، اضطر علماء أمريكا ، ومن خلال موقعهم ( وكالة الجيولوجيا الأمريكية ) ، وهو أشهر موقع جيولوجي في العالم ، اضطروا لإضافة طبقتين بإعتبار أن الوشاح ( أي الطبقة المتوسطة ) ، هي في الحقيقة ثلاث طبقات وليس طبقة واحدة ، وهذه الطبقات تختلف في كثافتها ، ودرجة حرارتها ، وطبيعة تركيبها ، وتختلف أيضاً بسماكتها ، ووزنها ، ولذلك لا يمكن اعتبارها طبقة واحدة .
وهكذا أصبح عدد طبقات الارض سبعة ، وترتيبها من الخارج إلي الداخل كما يلي : -



1 -  طبقة القشرة الأرضية  : -        سمكها من  5  كم  -   إلي 40 كم .
2- طبقة الغلاف الصخري  : -         سمكها من 40 كم   -  إلي 400 كم .
3 - طبقة نطاق الضعف الأرضي : -  سمكها من 400 كم  -  إلي 650 كم .
4 - طبقة الوشاح الأعلي  : -           سمكها من  650  كم  -   إلي 2700 كم .
5 - طبقة الوشاح الأدني  : -           سمكها من  2700  كم  -  إلي 2890 كم .
6 - طبقة النواة الخارجية  : -          سمكها من  2890 كم  -  إلي 5150 كم .
7 - طبقة النواة الداخلية  : -            سمكها من  5150 كم   -   إلي 6378 كم .




ولا عجب في ذلك ، فإن الله الذي خلق الأرض ، أخبرنا بأنها تتكون من سبع طبقات ،
قال الله تعالي : - ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ) سورة الطلاق أية 
 12 ، وهذه الآية تشير بوضوح إلى أن عدد السموات سبع ، وأن الله قد خلق من الأرض مثلهن ، وكلمة (مِثْلَهُنَّ) تعني المثلية في العدد ، وفي الشكل .
فشكل السموات هو طبقات بعضها فوق بعض كما قال الله تعالي ، علي لسان سيدنا نوح عليه السلام لقومه : - (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا) سورة نوح آيات 15، 16 .
وإذا تأملنا هذه الآيات ، نلاحظ أن القمر يقع داخل هذه السموات من خلال قوله تعالي : - ( وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ ) أي في داخل هذه السموات ، ولا يتحقق ذلك إلا إذا كانت السماوات بعضها فوق بعض .
وهكذا نجد أن القرآن الكريم ، حدثنا في كلمة واحدة وهي ( مِثْلَهُنَّ ) عن حقيقتين علميتين الأولى : -  أن الأرض عبارة عن طبقات ، والثانية : -  أن عدد هذه الطبقات هو سبعة ، وهذا ما يراه العلماء اليوم رؤية يقينية .
وعندما حدثنا الله عن الطبقات السَّبعة من السماوات والأرض في قوله : - (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ) ، فإنه ذكر في نفس الآية الحكمة من ذلك ، وهي : - (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)
سورة الطلاق أية 12 .








والأن في القرن الحادي والعشرين ، يأتي العلماء ليخبرونا أن الأرض سبع طبقات ، وذلك بعد أن غيروا وبدلوا رأيهم مرات عديدة ، فمرة يقولون ثلاثة ، ومرة يقولون خمسة ، وأخيراً يقولون سبع طبقات ، بعدما تبين لهم ذلك يقيناً ، ولكننا في نفس الوقت نقرأ في كتاب الله الذي أنزل علينا قبل1400 عام ، أن الأرض سبع طبقات ، وهذا الكلام لم يتغير ولم يتبدل ، منذ نزوله وحتى يومنا هذا ، أليس هذا دليلاً مادياً على أن الله الذي أنزل القرآن ، يعلم أسرار السموات والأرض ؟ ، وأنه قد أحاط بكل شيء علما ؟ .
فهل تكون هذه المعجزات سبباً في إزالة الشكّ عن البعض ، ورجوعهم إلى طريق الله ، وفطرته السليمة ، التي فطر الناس عليها .
ولذلك نطالب من كان عنده شك في هذه الحقيقة العلمية القرآنية ، أن يراجع علماء وكالة الجيولوجيا الأمريكية ، الذين رسموا هذا الشكل لطبقات الأرض ، دون أن يطلعوا على القرآن الكريم ،  وأن الحقائق العلمية القرآنية التي يشككون فيها ، ثابتة وواضحة  لا تتغير إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها .
واستمعوا معي لقول الله تعالي : - ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الأفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ) سورة فصلت آيات 52-54  .

سؤال : - مما تتكون قشرة الأرض الخارجية  ؟ ، وما حقيقة الإنزلاق القاري ؟ .
يمكننا مقارنة نسبة سماكة قشرة الأرض إلي نصف قطر الأرض ، بسماكة قشرة التفاحة 
إلي نصف قطرها ، و تتكون قشرة الأرض في الغالب من نوعين من الصخور هما البازلت ، والجرانيت ، وكثافتهما حوالي 3 جم / سم3  .



وقشرة الأرض عبارة عن قطع منفصلة ، تسمي ( الألواح القارية ) ، وهي الألواح التي ترقد فوقها قارات العالم السبعة ، وهي صفائح ليست ثابتة ، بل تطفو فوق الطبقة التي تحتها ، كما أنها تتحرك ببطء شديد ، يتراوح بين 10 - إلي 100 ملليمتر كل عام ، ويطلق العلماء علي هذه الحركة   ( الإنزلاق القاري ) .
ويعتقد العلماء أن قبل مائتي مليون سنة ، كانت الأرض قارة واحدة عظمي ، يحيطها الماء من كل جانب ، ولذلك عندما نتأمل في نموذج الكرة الأرضية ، نلاحظ أن أمريكا الشمالية والجنوبية ، يمكن أن تتطابقا مع الشكل المقابل لسواحل أوروبا وأفريقيا .

سؤال : - ما هي أسباب تحرك الألواح القارية ؟ وما علاقتها في حدوث الزلازل ؟ .




السبب هو الحرارة الهائلة في مركز الأرض ، حيث يرتفع الصخر المنصهر ، الأكثر حرارة وأقل كثافة ، متحركاً ببطء من باطن الأرض نحو قشرة الأرض الخارجية ، ولا يستطيع أن يشق طريقه للخارج ، خلال القشرة الأرضية بصخورها القاسية والباردة ، فيبدأ في الإنزلاق جانبياً حاملاً معه الألواح القارية ، ثم لا يلبث هذا الصخر حتي يبرد شيئاً فشيئاً ويثقل ، ثم يبدأ بالغوص ثانية نحو مركز الأرض ، ليبدأ دورته من جديد ،




 وهذا يعني أن الألواح القارية وإن كانت تتحرك ، فإنها لا تتحرك جميعها في إتجاه واحد حتماً ، فتتباعد أحياناً وتتصادم أحياناً ، وفي حالة  التصادم تحدث الزلازل . 

طبقة الوشاح : -
 تتكون من أكاسيد الحديد ، والماغنسيوم ، والسليكون ، والضغط فيها يعادل مليون ونصف ضغطاً جوياً ، ودرجة الحرارة تتراوح من 900 - إلي  2200 درجة مئوية .
وتبلغ الكثافة فيها 4،5 جم / سم3 .
النواة الخارجية : - معظم مادتها من الحديد ، والنيكل ، في صورة سائلة .
 ومتوسط الكثافة فيها 10 جم / سم3 .
أما بالنسبة للنواة الداخلية : - فتصل الكثافة فيها إلي 16 جم / سم3 .





إن فكرة الطبقات الأرضية هي فكرة حديثة نسبياً ، ولم تكن مطروحة في زمن نزول القرآن الكريم . هذا ما يقوله لنا علماء القرن الحادي والعشرين .
 فماذا يقول كتاب الله تعالى ؟ 
يتحدث البيان الإلهي عن الطبقات السبع للسماوات والأرض  .
قال تعالي : - ( الذي خلق سبع سماوات طباقاً) سورة الملك أية 3 . 
وقال تعالي : - ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ ) سورة الطلاق أية  12
لقد حدّدت لنا الآية الأولى ، صفتين للسماوات وهما : - عدد هذه السماوات وهو سبعة ، وشكل السماوات وهي (طِبَاقًا) أي طبقات بعضها فوق بعض  .
 أما الآية الثانية فقد أكدت ، على أن الأرض تشبه السماوات فعبَّر عن ذلك بقوله :  - (وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ) ، فكما أن السماوات هي طبقات ، كذلك الأرض عبارة عن طبقات ، وكما أن عدد طبقات السماوات  سبعة ، فكذلك عدد طبقات الأرض هو سبعة أيضاً .

في رحاب السنّة المطهرة : -
وعندما تأملنا أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم  ، وجدنا حديثاً يؤكد وجود سبع أراضين ، أي سبع طبقات تغلف بعضها بعضاً ، يقول صلى الله عليه وسلم : - ( مَن ظَلَم قيد شبر من الأرض طُوِّقه من سبع أراضين) رواه البخاري .
 وهنا نجد أن الرسول صلي الله عليه وسلم ، قد فسّر صفة الطباق بصفة ثالثة ، وهي صفة الإحاطة بقوله : - ( طُوِّقَهُ من سبع أراضين ) ، والتي تعني التطويق والإحاطة من كل جانب ، وهذه فهلاً هي حقيقة طبقات الأرض التي يطوّق بعضها بعضاً .
إذاً القرآن الكريم والسنّة النبوية ، قد سبقا العلم الحديث لهذه الحقيقة العلمية .
 بل إن القرآن قد أعطانا ، التسمية الدقيقة لحقيقة تركيب الأرض من خلال كلمة (طباقاً) ، وأعطانا العدد الدقيق لهذه الطبقات وهو سبعة ، بينما العلماء استغرقوا سنوات طويلة ، وغيروا نظرياتهم مرات عديدة ، ليخرجوا بنفس النتائج الواردة في كتاب الله ، وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم  .
 فسبحان الله العلي العظيم القائل في كتابه المجيد : - ( وَفِي الأرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ؟) سورة الذاريات آيات 20 ، 21 .

سؤال : - كيف توصل العلماء لمعرفة طبقات الأرض المختلفة ، وقدروا سمك ، ومكونات ، وحرارة ، وكثافة ، كل طبقة ؟ .
ليس بالحفر طبعاً ، حيث أن أعمق منجم حفره الإنسان حتي الأن أو أعمق بئر نفط ، لا يتجاوز عمقه 6 كم ، وأين هذا الرقم من نصف قطر الأرض البالغ حوالي 6400 كم ؟ . 
إن النسبة أقل من واحد في الألف ، ولكن للعلماء وسائلهم الخاصة ، منها دراسة تأثير عاملى الضغط والحرارة المرتفعين علي المواد ، واستنتاج ما يمكن أن تكون عليه هذه المواد في باطن الأرض ، ودراسة المواد التي تندفع من جوف الأرض إلي سطحها ، كالحمم البركانية ، والإستعانة بالأجهزة العلمية ، لدراسة الموجات الصادرة عن الزلازل والهزات الأرضية ، ومع ذلك فهناك معلومات ، حصل عليها العلماء بالحفر في الأرض فعلاً ، مثل درجة الحرارة والضغط ، فمثلاً وجدوا أن درجة الحرارة ترتفع ، إذا انحدرنا داخل الأرض ، بمعدل واحد درجة مئوية لكل 30 متر عمقاً ، ووجدوا أن الضغط يزداد بمعدل 30 ضغط جوي ، لكل مائة متر في العمق .





والآن بعدما رأينا أن الكرة الأرضية من الداخل ، عبارة عن معادن مصهورة ، وغازات تحت ضغط عالي جداً ، ودرجات الحرارة بالغة الإرتفاع  ، و من المؤكد أن الجميع شاهد البراكين عدة مرات ، وكأن الكرة الأرضية بداخلها جهنم ، والعياذ بالله .
ولولا أن منّ الله علينا ، أن مهد لنا القشرة الخارجية للكرة الأرضية ، لأصبحت الحياة علي كوكب الأرض مستحيلة .
قال تعالي : - ( ألم نجعل الأرض مهاداً ) سورة النبأ أية 6 . 
والمهاد‏ والمهد في اللغة العربية : -  يطلق علي الفراش لبسطه وسهولة وطئه ‏,‏ ويقال مهد
الفراش أي بسطه ووطأه ‏,‏ و‏(‏المهد‏)‏ ما يهيأ للصبي من فراش ،
وتمهيد الأمور أي اصلاحها وتسويتها ، ويقال مهدت لك كذا : أي هيأته وسويته .
و معني الأية : - ألم نجعل لكم الأرض ممهدة للإستقرار عليها ، والتقلب في انحائها ، وجعلناها لكم كالفراش والبساط ، لتستقروا علي ظهرها ، وتستفيدوا من سهولها الواسعة ، فتشقون الطرق وتزرعون ، وتحصدون .
فسبحان من جعل لنا الأرض ، ذلولاً ،
فسبحان من جعل لنا الأرض ذلولة ، ساكنة ، و ثابتة ، قال تعالي : - ( والأرض فرشناها فنعم الماهدون ) سورة الذاريات أية 48 .
وقال تعالي : - ( الذي جعل لكم الأرض مهداً وسلك لكم فيها سبلاً ) سورة طه أية 53 .
 فالحمد لله علي نعمة مهاد الأرض ، ربنا ما عبدناك حق عبادتك ، فسامحنا على  تقصيرنا ، وتقبل منا أعمالنا ، واغفر لنا ذنوبنا ، وتوفنا وأنت راضٍ عنا ، اللهم آميين . 

وفي نهاية الحلقة ، أقول لكم ، أطيعوا ربكم ، واحفظوا  قرآنكم ، وأحيوا سنة نبيكم ، وأخلصوا في أعمالكم ، وأنشروا الخير بينكم ، ووقروا كبيركم ، وإرحموا صغيركم ، واكفلوا أيتامكم ، وجففوا دموع أراملكم ، وانصروا الحق بينكم ، وحافظوا علي صلواتكم ، وأدفعوا زكاة أموالكم ، وتراحموا فيما بينكم ، تفوزوا بمرضات ربكم ، ويدخلكم الجنة عرفها لكم .
نكتفي بهذا القدرمن معلومات ، حول الغلاف اليابسي للأرض ، علي أن نبدأ في موضوع جديد الحلقة القادمة إن شاء الله ، إذا كنت من أهل الدنيا .
أستودعكم الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات:

الحلقة الثلاثون  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : - أهلاً ومرحباً بكم ، لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلى بركة الله نبدأ حلقة ...