الاثنين، 14 أبريل 2014


الحلقة الخامسة والعشرون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : -
أهلا ومرحباً بكم لنكمل حديثناً في كتاب الله المنظور ، فعلى بركة الله نبدأ حلقة اليوم ، والتى ستكون عبارة عن تواصل مع حضراتكم من خلال الإجابة على أسألتكم .

السؤال الأول : - ورد من الأستازة / نرمين أحمد من مصر الحبيبة ، تقول فيه : - أرجوا من حضرتك بطريقتك البسيطة المعهودة ، تبين لنا كيف تمكن العلماء من قياس المسافة بين الأرض والشمس ؟ ولك مني جزيل الشكر .
الإجابة : - إن بداية ملاحظة دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس ، كانت نقطة الإنطلاق لمعرفة الكثير من المعلومات الفلكية الدقيقة ، وفتحت الباب علي مصرعية للعلماء لوضع النظريات والقوانين ، فمثلاً قانون الجذب العام لنيوتن ، كان أحد القوانين الشهيرة ، ويمثل قاعدة الحسابات الفلكية الخاصة بتحديد أوزان الكواكب ، وهذا القانون ينص على أن قوة الجذب بين جسمين تتناسب طردياً مع حاصل ضرب كتلتيهما ، وعكسياً مع مربع المسافة بين مركزيهما ، وبتطبيق هذا القانون تمكن العلماء من معرفة 
 وزن  الأرض ، والشمس ، والقمر، ووزن أي كوكب في المجموعة الشمسية ، وساهمت أيضاً قوانين كلبر في تحديد المسافة بين الكواكب ، ومنها تم معرفة المسافة بين الأرض والشمس .

وتنص قوانين كلبرعلى أن : -
1 - جميع الكواكب السيارة تدور حول الشمس في مدارات قطع ناقص (بيضاوي) ، بحيث تقع الشمس في إحدى بؤرتيه .
2 - المستقيم الوهمي الواصل بين مركزي أي كوكب والشمس ، يمسح أثناء دورانه في الفضاء مساحات متساوية في أزمنة متساوية ، ﺃﻭﺒﺘﻌﺒﻴﺭ ﺁﺨﺭ ﺘﺯﺩﺍﺩ ﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﻜﻭﻜﺏ ﻜﻠﻤﺎ إﻗﺘﺭبت ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻤﺱ ، ﻭﺘﻨﻘﺹ ﻜﻠﻤﺎ إﺒﺘﻌﺩت ﻋﻨﻬﺎ ، ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﻤﻐﻁﺎﺓ ﺜﺎﺒﺘﺔ .
 3- القانون الثالث ( قانون الزمن) ينص على أن : - مربع زمن دوران كل كوكب حول الشمس ، يتناسب طردياً مع مكعب نصف المحور الكبير لمدار الكوكب . 
وبتطبيق هذه القوانين ، وأيضا بملاحظة تغير طول ظل الأشياء على الأرض منذ شروق الشمس وحتى غروبها ، وتحرك هذا الظل مغيراً طوله بإستمرار وبحركة خفيفة لا يمكن رؤيتها مباشرة بل يمكن إدراكها ، مع كل هذه المعطيات تمكن العلماء بقياس قطر الأرض ، ومحيطها ، ومساحتها ، وبعدها عن الشمس ، كل هذا بفضل الله تعالى ، ثم بفضل الأشعة الضوئية الصادرة من الشمس بإتجاه الأرض ، وتغير طول الظل وزاويته ، حتي أن بعض العلماء تمكن من قياس سرعة الضوء ، والتي تبلغ 300 ألف كم / ث ، إعتمادا على مسقط أشعة الشمس على الأرض ، وتغير طول الظل خلال السنة ، وعبر الفصول الأربعة ، قال الله تعالى : - ( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً ) سورة الفرقان أية 45 .
والآن نستطيع معرفة أي مسافة بتطبيق القانون التالي : -  المسافة = السرعة × الزمن 
أي أن المسافة بين الأرض والشمس = سرعة الضوء × الزمن .
وكانت النتيجة أن المسافة بين الأرض والشمس تساوي 150 مليون كم ، وبالضبط 149،5 مليون كم ، كما أن ضوء الشمس يقطع المسافة بين الشمس والأرض في زمن قدرة 8 دقائق وثلث حتى يصل إلى الأرض .

السؤال الثاني : - ورد من الدكتور/ عبد الرزاق سليمان من دولة السودان الشقيقة ، يقول فيه : - إذا إستبعدنا ظاهرة التكثيف في مراحل تكون المطر ، فهل هناك إمكانية لحدوثه ؟ خاصة وأن هناك أمطار صناعية ومصطنعة ؟ .
الإجابة : - ببساطه شديدة إذا استبعدنا عملية التكثيف من مراحل تكون المطر ، فلن تتم عملية إنزال المطر ، وسيستمر ماء البحار والمحيطات في التبخر، دون العودة مرة أخرى للأرض على شكل أمطار ، وخلال فترة وجيزة سيتبخر كل ماء الأرض ، وبالتالي الموت المحقق للأرض ومن على الأرض ، وبالنسبة للأمطار الصناعية فهى فقط تعمل علي تلقيح السحب المحملة ببخار الماء ، لإستعجال نزول المطر منها ، كما وضحت من قبل في حلقة السحب والأمطار .


السؤال الثالث : - ورد من الدكتور/ عبد الرزاق سليمان من دولة السودان الشقيقة ، يقول فيه : -   لماذا يشتد البرد في الجبال العالية ، مع أنها أقرب إلي الشمس من الأودية والسواحل ؟ 

الإجابة : - طبقة الغلاف الجوي الأولى التروبوسفير، نحن الآن في هذه الطبقة ، وكل المخلوقات تعيش فيها ، كما أن فيها الهواء وبخار الماء والغبار والسحب والغيوم ، كما نلمس فيها مختلف التقلبات الجوية من الرياح و البرق و الرعد ، وسقوط الأمطار .
وهذه الطبقة هي الأثقل في طبقات الغلاف الجوي ، فوزنها يشكل حوالي 75% من وزن الغلاف الجوي الكلي ، وسمكها حوالى 18 كم ، ونلاحظ في هذه الطبقة أنه كلما إرتفعنا عن مستوي سطح البحر تقل درجة الحرارة ، بمعدل كل 1 كم ارتفاع تقل درجة الحرارة 6 درجات مئوية ، وهكذا حتي تصل في نهاية طبقة التروبوسفير إلى 60 درجة تحت الصفر ، وهذه نعمة كبيرة من الله تعالي ، حتي يتم تكثيف بخار الماء الصاعد من البحار والمحيطات في درجات الجو العليا ، ويعود إلينا مرة أخري ماءاً عذباً ، وبالتالي فالجبال العالية تقل درجة حرارتها حوالى 6 درجات مئوية لكل واحد كم ارتفاع .

السؤال الرابع : - ورد من الدكتور/ عبد الرزاق سليمان من دولة السودان الشقيقة ، يقول
فيه : - ما هو أول جبل وضع في الأرض هل هو الهيمالايا أم جبال الألب ؟ .
الإجابة : - أول جبل وضع على الأرض ليست سلسلة جبال الهيمالايا ، وليست جبال الألب ، بل جبل أبو قبيس وهو أحد الأخشبين في مكة المكرمة ، جبل في الجهة الشرقية للمسجد الحرام ، ويبلغ إرتفاعه 420 متراً ، وسمي بذلك لأن رجلاً يقال له أبو قبيس كان أول من قام بالبناء عليه ، ويعرف جبل أبو قبيس بأنه أول جبل نصب على الأرض ، وأول جبل وضعه الله على وجه الأرض ، ثم مدت منه الجبال ، ويمتاز جبل أبو قبيس عن بقية الجبال ، بأنه أول جبل وضع على وجه الأرض ، وأن الله استودعه الحجرالأسود زمن طوفان نوح عليه السلام ، كما أنه يشرف على الكعبة المشرفة .


 وعن عبد الله بن عباس أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : - ( أول بقعة وضعت من الأرض موضع البيت ، ثم مدت منه الأرض ، وإن أول جبل وضعه الله تعالى على وجه الأرض أبو قبيس ، ثم مدت منه الجبال ، ويسمى أيضا بالجبل الأمين ، بسبب إحتفاظه 
بأمرمن الله بالحجر الأسود في بطن الجبل ، وكان جبل أبو قبيس يسمى في الجاهلية الأمين ، لأن الركن الأسود كان فيه مستودعاً عام الطوفان ، فلما بنى إبراهيم الخليل البيت نادى أبو قبيس أن الركن مني بموضع كذا وكذا ، وقيل أتى به جبريل من الجبل وسلمه إلى إبراهيم عليه السلام ، وسمي بأبي قبيس لأن الحجر الأسود أقتبس منه ، ويمتاز جبل أبو قبيس عن بقية الجبال بما يلي :  


أول جبل وضع على وجه الآرض ، وأن الله استودعه الحجر الأسود زمن طوفان نوح عليه السلام ، وأنه يشرف على الكعبة المشرفة ، بل إن الربوة التي بنيت عليها الكعبة تتصل بأصل جبل أبوقبيس ، وأن إنشقاق القمر حصل عليه ، وكان ذلك معجزة لرسول الله صل الله عليه وسلم ، و في عام 73هـ قررعبد الملك بن مروان التخلص من عبد الله بن الزبير، فجهز جيشاً ضخماً لمنازلة ابن الزبير في مكة ، وأمر عليه الحجاج بن يوسف الثقفي ، فسار إلى مكة وحاصر ابن الزبير فيها ، ونصب المنجنيق على جبل أبي قبيس .

السؤال الخامس : - ورد من الدكتور/ عبد الرزاق سليمان من دولة السودان الشقيقة ، يقول فيه : - لماذا يشتد الحر في الصيف مع كون الأرض أبعد عن الشمس ، ويشتد البرد في الشتاء مع كون الأرض أقرب للشمس ؟ .
الإجابة : - الأرض في دورانها حول نفسها وحول الشمس لا تدور حول محورعمودي ، وإنما حول محور مائل إلي اليمين بزاوية 23،5 درجة ، وبسبب ذلك تقع أشعة الشمس على الأرض باتجاه أقرب إلى الخط العمودي صيفا ، وأبعد عنه شتاء . ولنفس السبب نرى حرارة الشمس تتناقص من الظهر إلى ما قبل الغروب ، وبسبب هذا الميل يحدث تتابع فصول السنة الأربعة ، الربيع والصيف والخريف والشتاء ، ولولا ميل المحور الوهمي للأرض لإختفت فصول السنة الأربعة ، ولتساوى طول الليل والنهار في جميع بقاع الأرض .

السؤال السادس : - ورد من الأستاز/ محمد رشاد من مصر ، يقول فيه : - لماذا نسمع الرعد بعد ظهور البرق ، مع حدوثهما في آن واحد ؟ .
الإجابة : - يظهرالبرق أولاً ، لأن سرعة الضوء كبيرة جداً 300 ألف كم / ث ، بينما يصلنا صوت الرعد متأخراً نظرا لأن سرعة الصوت أقل بكثير من سرعة الضوء ، حيث تصل سرعة الصوت 1242 كم / س .

السؤال السابع : - ورد من الأستازة / نرمين أحمد من مصرالحبيبة ، تقول فيه : -  ذكرت حضرتك أن طبقة النهار حوالى 200 كم ، وما بعد ذلك الكون كله غارق في الظلام الدامس ، كيف يحدث ذلك وأشعة الشمس قطعت مسافة 150 مليون كم من الشمس إلي الأرض ، فكيف لا تضيء كل هذه المسافة ؟ وذكرت حضرتك أن كوكب الأرض تحيط به برودة فضائية من كل جهه ، تقدر بنحو 270 درجة تحت الصفر ، ألا تخترق أشعة الشمس ذلك الفضاء وهى قادمة إلينا ؟ .
الإجابة : - هناك فرق شاسع بين الفضاء والفراغ بالمفهوم الفيزيائي 
قلنا سابقا في الحلقة الرابعة أن الكون عبارة عن أربع جواهر: -  الزمان ، والمكان ، والمادة ، والطاقة ، والآن تعالوا معي نفرق بين الفراغ والفضاء ،

فالفراغ : -  هو انعدام المادة والطاقة ،  بينما الفضاء فهو وجود المادة والطاقة ، فالهواء مادة لها كثافة وحجم ، وبالتالي لها وزن ، فالوزن = الحجم في الكثافة  ، فالمسافة بين الأرض والشمس المعروفة للجميع 150 مليون كم ، كلها فراغ في فراغ ، ما عدا حوالي 200 كم فقط الأخيرة ، والملامسه للأرض وهي من تمثل الغلاف الجوي للأرض و طبقة النهارأيضاً على كوكب الأرض ، فهى فضاء لأنها مليئة بالمادة والطاقة ، إن أشعة الشمس مأمورة بأن تتحول إلى طاقة حركة ، متى صادفت جزيئات مادة فقط ، أما إذا مرت بفراغ ، فإنها تمر مر الكرام وتمضي لتأدية رسالتها في تسخين سطح الأرض 
وجوها ، ولذلك فأشعة الشمس تقطع المسافة بين الأرض والشمس في فراغ ، فتمر مر الكرام ، محافظة على ظلام الكون وبرودة جوه ، وعندما تصل الغلاف الجوي للأرض يبدأ العمل ، فتتحول إلي طاقة حركية ، وتضيء لنا طبقة النهار ، وتسخن لنا سطح الأرض ، وتمدنا بكل ما يلزم للإنسان والحيوان والنبات وكل الكائنات الحية ، فسبحان من خلق فسوي وقدر فهدي .

السؤال الثامن : - في ضوء ما شرحته حضرتك من الخواطر طيلة الأربع وعشرون حلقة الماضية ، ما رؤية حضرتك حول قول الله تعالى : - ( إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبرواعنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين ) سورة الأعراف أية 40 .
الإجابة : -  رؤية المفسرين للآية : - 
التفسير المختصر للأية ( إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها ) أي كذبوا بآياتنا مع وضوحها واستكبروا عن الإيمان بها والعمل بمقتضاها ، ( لا تفتح لهم أبواب السماء ) أي لا يصعد لهم عمل صالح كقوله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب ) ، قال عبد الله بن عباس : - لا يرفع لهم منها عمل صالح ولا دعاء ، وقيل لا تفتح لأرواحهم أبواب السماء إذا قبضت أرواحهم ، ( ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) أي لا يدخلون يوم القيامة الجنة حتى يلج الجمل في ثقب الإبرة ، وهذا تمثيل لإستحالة دخول الكفارالجنة ، كإستحالة دخول الجمل على ضخامته في ثقب الإبرة ، ( وكذلك نجزي المجرمين ) أي مثل ذلك الجزاء نجزي أهل العصيان والإجرام .


هذه رؤيتي حول الآية ، تضاف على التفسير السابق بمعنى تكمله ولا تتعارض معه : -
 ذكرنا فى الحلقات الماضية بأن وحدة بناء الكون هي الذرة ، فالكون كله عبارة عن ذرات ، وقلت بأن هناك شبه كبير بين منظومة الذرة ومنظومة المجرة ، ألا يدل ذلك على وحدة الخالق ؟ والآن تعالوا معي نفكر دقيقة لتصلنا الحقيقة .

أوجه الشبه بين منظومة الذرة التي لا تري بالعين المجردة ، وبين مجموعتنا الشمسية : -
1- النظامين عبارة عن جسم في الوسط ( النواة بالنسبة للذرة ، والشمس بالنسبة للمجموعة الشمسية ) ، وهذا الجسم المركزي له جاذبية تتحكم في النظام الذي حوله . 
2- يوجد أجسام تدور حول الجسم المركزي ، وهي الإلكترونات في الذرة ، والكواكب 
في المجموعة الشمسية .
3-الإلكترونات تدور حول نفسها وحول النواة ، وكذلك الكواكب تدور حول نفسها وحول الشمس .
4- نسبية الأحجام ، النواة كبيرة جداً بالنسبة للإلكترونات ، والشمس كبيرة جداً بالنسبة للكواكب .
5- أغلب الذرة فراغ في فراغ ، ونسبة المادة فيها تمثل 1 على 10 مليار من حجم الذرة ، وكذلك أغلب المجموعة الشمسية فراغ في فراغ ، ونسبة المادة الصلبة في الكون تمثل 1 على 10 مليار من حجم الكون .
6 -  اتجاه حركة دوران الإلكترونات حول النواة ، هو نفس إتجاه دوران الكواكب حول الشمس ، هو نفسه إتجاه دوران جميع النجوم والمجرات في الكون ، هو نفسه إتجاه الطواف حول الكعبة ، من الشمال إلى اليمين أي من الغرب إلى الشرق .
7 - الذرة عبارة عن نواة في المركز ثم فراغ كبير جداً ، والمسافة بين النواة
والإلكترونات التي تدور حولها ، تقريبا كالمسافة بين الشمس وكوكب عطارد .
8 - سرعة الدوران كلما إقترب الكوكب من الشمس أسرع في الدوران ، حتى لا تجذبه  
الشمس وتبلعه وتحرقه ، فكوكب عطارد أسرع من كوكب الزهرة ، والزهرة أسرع من الأرض ، والأرض أسرع من كوكب المريخ ، والمريخ أسرع في الدوران من المشتري 
وهكذا ، و كذلك في الذرة الالكترونات موجودة في مدارات مستويات الطاقة ، فكلما 
إقترب الإلكترون من النواة كان أسرع في دورانه حول النواة .
9 - شكل الدوران  ليس دائري تماما ، لا في الذرة ولا في المجموعة الشمسية ،  بل يكون الدوران في شكل بيضاوي .






سؤال لماذا يدور الإلكترون حول النواة ، ولماذا تدور الكواكب حول الشمس ؟ .
إن دوران الإلكترون حول النواة ، والكواكب حول الشمس مسألة حياة أو موت بالنسبة لها ، فإذا تباطأ الإلكترون أو توقف ، تجذبه النواة فورا وتبتلعه ، وكذلك لوأبطأت الأرض ، أو توقفت عن الحركة جذبيتها الشمس على الفور، واعلموا جميعاً أن الإلكترونات تدور حول النواة بسرعة فائقة  تصل إلى 2200 كم / ث .
فإذا توقف الإلكترون عن الحركة سينجذب إلى النواة  ،وإذا توقفت الأرض عن الدوران حول الشمس ستنجذب إلى الشمس ، وحينئذ يضيع الفراغ الذري ويتلاشى ، لأن  حجم المادة في الذرة 1 على 10 مليار من حجم الذرة والباقي كله فراغ في فراغ ، وكذلك الإنسان بما أنه عبارة عن ذرات فحجم المادة فيه يمثل 1 على 10مليار من حجمه والباقى فراغ في فراغ ، وكذلك الكون المادة فيه تمثل 1 على 10 مليار من حجمة والباقى كله فراغ في فراغ ، إذا الفراغ بين الذرات في الإنسان هو من يعطينا الحجم الوهمي الذي  نراه ، وبالتالى فإن الإنسان فزيائياً منفوخ على الفاضي ، وصلوا هذه المعلومة لكل واحد متكبر ، فتواضع أيها الإنسان لأنك منفوخ على الفاضي .
كل إنسان مكون من 100 تريليون خلية ، والخلية مكونة من جسيمات ، والجسيمات مكونة من جزيئات ، والجزيئات مكونة من ذرات ، وكل إنسان مكون من عدد ذرات عددها 100 بليون بليون بليون ذرة ، يعني واحد وعلى يمينه 29 صفر .
لو فرضنا أننا عملنا تكبير للذرة حتى أصبحت بحجم الكرة الأرضية ، فإن النواة ستكون في حجم البرتقالة ، إذاً المادة الصلبة في الكون 1 على 10مليار من حجم الكون والباقي فراغ في فراغ ، وكذلك الذرة .
سؤال إفتراضي لو أن انسان توقفت إلكتروناته عن الحركة ، ماذا يحدث له ؟ .
ببساطة شديدة ستقوم النواة بجذب الإلكترونات ويتم القضاء على الفراغ بين الذرات ، ويصبح الإنسان في حجمه الطبيعي 1 على 10مليار من حجمه بمعني لو شخص بدين تقريباً 100 كجم سيصبح في حجم رأس الدبوس .
وكذلك الجمل ، فوزن الجمل تقريبا يساوي 8 أشخاص  ، وبالتالي فوزنه تقريباً 8× 100= 800 كجم ، وهكذا نقول أن جسمه مكون من 100 تريليون خلية × 8 = 800 تريليون خلية ، وعدد ذرات جسمه 8 × 100 بليون بليون بليون ذرة .
فإذا توقفت إلكترونات الجمل عن الحركة ، تنجذب الإ لكترونات للنواة ، ويتم القضاء على الفراغات ويتحول الجمل إلى حجمه الطبيعى في حجم شعرة صوف طولها 8 سم وسمكها جزء من خمسين جزء من المليمتر ، عندئذ ممكن هذه الفتلة تدخل في سم الخياط
طبعاً هذا فرض مستحيل ، ومن بنى على مستحيل فهو مستحيل .
واعلموا جميعاً أن قبل خلق الكون كان الفراغ بمفهومة الفيزيائي ، أي إنعدام المادة 
والطاقة ، يعني مفيش حاجة ، والذي وراء الكون أيضاً فراغ ، فالكون يتمدد في الفراغ الفيزيائي حيث لا مادة ولا طاقة .

نكتفي بهذا القدر من الأسئلة حتى لا أطيل عليكم  ، واسمحولى أقدم شكري وتقديري وإحترامي لكل متابعي الخواطر ، وخاصة من تفاعل وأرسل هذه الأسئلة الرائعة وجزى الله الجميع خيراً ، وجعل الله ذلك في ميزان حسناتنا جميعاً اللهم آميين .
إلى هنا نكون وصلنا لنهاية الحلقة ، أترككم في رعاية الله وأمنه ، على أمل اللقاء بكم الأسبوع القادم وحلقة جديدة في موضوع جديد إن شاء الله .
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



ليست هناك تعليقات:

الحلقة الثلاثون  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : - أهلاً ومرحباً بكم ، لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلى بركة الله نبدأ حلقة ...