الأربعاء، 2 أبريل 2014



الحلقة الثالثة والعشرون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : -
أهلا ومرحباً بكم ، لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلي بركة الله نبدأ حلقة اليوم ، والتي سنكمل فيها حديثنا عن الرياح ، ففي الحلقة الماضية قلت لحضراتكم أن دورة الماء في الطبيعة ، ما هى إلا مصنعاً للمطر ، وأن العاملون في هذا المصنع خمسة ، شمس مسخرة ، وبحر ذلول ، وريح مرسلة ، وسحب مزجاة ، ورواسي شامخات .
وكلها تعمل في دقة متناهية بحب وإخلاص ، للملك القهار ، وقلت لحضراتكم أن هذا الإنجاز العظيم يتمثل في أربعة خطوات متتاليات ومتتابعات وهن : - التبخير ، والتكثيف ، والإنزال ، والتبخير مرة أخرى ، واليوم سنقوم بدراسة الخطوات الأربعة بشيء من التفصيل .

1 - التبخير : -
يتم تبخيرالماء من سطح الأرض ، بفعل الشمس والتي تختلف شدة حرارتها من مكان لأخر ، فيتولد الفرق في الضغط الجوى ، وبهذا تهب الرياح وتحمل معها بخار الماء ونويات التكثيف ، وترتفع بهما إلى طبقات الجو العليا الباردة ، فتتكون السحب التي تجود علينا بماء المطر تحت ظروف معينة ، إن طاقة الشمس الرهيبة ، تعمل على تبخير الماء من البحار والمحيطات وخلافه ، فعلى سبيل المثال يتبخر الماء من سطح البحر الأبيض المتوسط بفعل الشمس بمعدل يصل إلي 100 طن في الثانية الواحدة ، فكم إذاً يتبخر في الدقيقة ، وفي الساعة ، وفي اليوم ، وفي الشهر ، وفي السنة ، قال الله تعالى : - ( وجعلنا سراجاً وهاجا . وأنزلنا من المعصرات ماءاً ثجاجاً ) سورة النبأ آيات 13 ، 14 . وهذه الأية تؤكد الإرتباط الوثيق ، بين طاقة الشمس التي تمثل السراج الوهاج ، ونزول المطر من السحب ، علما بأن هذا الإرتباط لم يكن معروفاً وقت نزول القرآن الكريم ، فسبحان من خلق فسوى ، وقدر فهدى .

2 - التكثيف : -
يرتفع الهواء المشبع ببخار الماء تدريجياً في طبقة الغلاف الجوي السفلى ( التروبوسفير ) ، وهناك يتم تبريده تلقائياً ، حيث تصل درجة الحرارة في طبقات الجو العليا إلى 70 درجة تحت الصفرالمئوي ، لأن الحرارة تقل بزيادة الإرتفاع لأعلى ، بمعدل 6 درجات مئوية لكل 1 كم عن سطح البحر ، وتظل هكذا إلى نهاية طبقة التروبوسفير على إرتفاع 
18 كم تقريباً ، وهناك عوامل تبريد أخري ، منها التمدد الفجائي للهواء الصاعد ، بسبب نقص الضغط الجوي ، كلما ارتفع الهواء عن سطح الأرض ، والذي يؤدي إلي تبريد 
الهواء تبريداً ذاتياً ، ومن عوامل التبريد الأخري اختلاط الرياح الدافئة برياح باردة قادمة من المناطق القطبية .

كما أن الجبال الشامخات مكثفات عملاقة ، لقد نصبها الله تعالى لتكثيف السحب في الجو إذا حملتها الرياح ، فإذا اصطدمت الرياح بقمم الجبال ، فإن الرياح ستبرد إلى ما فوق درجة التشبع ، نظراً لبرودة تلك القمة ، وإذا اصطدمت الرياح بالجبال ذاتها ، ولم تصطدم بقممها ، أرغمتها الجبال على الصعود إلى تلك القمم ، ليتكثف بخارها وينزل على شكل مطر ، ومن هنا كانت الجبال منابع الأنهار ، ويشير القرآن الكريم إلى العلاقة العجيبة بين الجبال الشامخات والأنهار في قول الله تعالى : - ( وجعلنا فيها رواسى شامخات وأسقيناكم ماءً فراتاً ) سورة المرسلات أية 27 .

وهكذا يتضح لنا سر علاقة الجبال الشامخة ، ونزول الأمطار بالماء العذب ، ووصف الله تعالى الماء بالفرات أي العذب ، ليلفت أنظارنا بأن الأصل في ماء الأرض أنه مالح ، ثم منً الله علينا بنعمة تبخير الماء ثم تبريده ، ثم تكثيفه ، ليعود إلينا ماءً عذباً على هيئة أمطار ، بعد إزالة ملوحته ، كل هذا بدون مقابل منا ، حتى نركز نحن البشر في مهمتنا الأساسية التي خلقنا الله من أجلها ، قال تعالى : - ( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ) سورة الذاريات أية 56 ، فاللهم أعنا على ذكرك ، وشكرك ، وحسن عبادتك .

3 - الإنزال : -
بعد التكثف ينزل المطر غوثاً ورحمة ، والسؤال الآن كيف يهطل المطر ؟ .
لكي يتكثف بخار الماء ، لابد من وجود نوى للتكثف ، وقد ثبت علمياً أن جسيمات الغبار الخفيفة والمرئية ليست هى كل نوى التكثف ، بل الأيونات أيضا هى نوى تكثف مهمة ، وهى تتولد بفعل عوامل كثيرة ، أهمها إحتكاك الرياح بالجسيمات المحمولة مما يؤدي الى تأين بعضها ، أي شحن ذراته كهربائيا ، وهذا ما يفسر قول الله تعالي : - ( ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من َبَردٍ فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ) سورة النور أية 43 ، أي أن الله تعالى يسوق السحاب بالريح ، ثم يؤلف بين هذه السحب بفعل الشحنات الكهربائية المختلفة ، التي تتولد في طبقات هذه السحب ، فتعمل على تجاذبها وتقاربها بقوة كهربائية شديدة ، فيتراكم بعضها فوق بعض 
وتصبح كالجبال ، وإذا استمرت الرياح في تلقيح السحب الركامية ببخار الماء ، فإن هذا البخار يتحول إلى بَرَد في أعلي طبقات السحب الركامية ، وتنزل قطرات الماء الكبار النامية وتسمى ( الودق ) من هذه السحب الركامية كما قد ينزل البَرَد ، والبرد معروف بالعامية ملح ، ويتكون البرد بالتصاق بلورات الثلج بنقط الماء فوق المبرد أثناء سقوطها من أعلى الجبل الركامي فيطبقات الجو العليا ، فتنموا البلورات بسرعة ، بدرجة قد تصل فيها قطعة البرد إلى حجم الرمانه ، ويكون البرد رحمة إذا كان صغيراً ، ونقمة إن كان كبيراً راجماً قال تعالى : - ( فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء ) ، وتربط الأية الكريمة بين البرد وبين البرق الذي يذهب ضؤوه بالأبصار .


ويتضح من هذا الربط دور البرد في توليد الشحنات الكهربائية ،على طبقات السحب أثناء نزوله أو تذبذبه بين طبقتين مشحونتين ، مما يؤدي إلى ارتفاع كمية الكهرباء على السحب الركامية إلى درجة تؤدي إلى حدوث تفريغ كهربائي هائل ، قد يصل طول الشرارة الواحدة  نحو 3 أميال محدثة برقاً تصل فيه الحرارة إلى الإبيضاض مصداقا لقوله تعالى : - ( يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ) ، فيودي إلى تمدد الهواء فجأة في الأماكن المفرغة كهر بائياً ، فتبرد برودة شديده ، فتكثف ما فيها من البخار إلى كتل السحب ، فينزل على الأرض إما مطراً أو برداً ، حسب مقدار البرودة ، وكما أن التمدد الفجائي يحدث صوتاً مسموعاً ، وهو الرعد التي يتردد بالانعكاس بين كتل السحب ،ومسبباً ما نسميه قصف الرعد ، وعلي الرغم أن البرق والرعد يحدثان في اللحظة نفسها ، إلا أن ضوء البرق يصل لأعيننا ، قبل وصول صوت الرعد إلى أذاننا ، لأن الضوء أسرع من الصوت بنحو 900 ألف مرة .

وبهذا يتضح أن البرق يكون مصحوباً بالرعد مما يتسبب في تمدد كتل الهواء ، ثم برودتها ، فيتكثف ما بها من بخار ويتساقط مطراً أو بَرَداً ، وقد يحدث التفريغ الكهربائي بهدوء ، ودون برق بين قطرات المطرالمختلفة الشحنة في السحب المتجاورة ، فتتجاذب القطرات وتكبر في الكتلة فتسقط لثقلها ، وتكبر أيضاً أثناء نزولها بما تكتسب من شحنه ويسقط المطر بدون برق ورعد .
والخلاصة : - اتضحت أهمية الكهرباء الجوية في نزول المطر بالتفريغ الكهربائي داخل السحابة الواحدة ، أو بين سحابتين تفريغا هادئاً ، أو مصحوباً بالبرق والرعد ، وقد يحدث التفريغ الكهربائي بين سحابة والأرض ، إذا كانت السحابة قريبة من الأرض ، ومشحونة بشحنة كهربائية عالية ، وتسمى الصاعقة وهي مميتة في أغلب الأحوال ، ويشير القرآن الكريم إلى خطورة الصواعق ، قال تعالى : - ( أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت ) سورة البقرة أية 19 ، وقال تعالى : - ( هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينشيء السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ) سورة الرعد آيات 12 ، 13 .
في هاتين الآيتين يتضح الإعجاز العلمي للقرآن الكريم ، لربطه بين الظواهر الناشئة عن الكهرباء الجوية مثل البرق والرعد والصواعق .

4 - التبخير : -
بعد إنزال المطر ، تعمل الشمس عملها مرة أخري في تسخين ماء البحار والمحيطات ، ليتبخر وتبدأ الدورة من جديد ، وبهذا تنتهى دورة الماء الطبيعية .

والآن تعالوا معى نتأمل قليلاً في هذه النعمة الكبيرة ، إن نعمة الله علينا بتوفير الماء العذب وإزالة ملوحته لنعمة كبيرة ، قال تعالى : - ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) سورة الأنبياء أية 30 ، فالماء العذب الذي ينزل من السماء وينساب في الأنهار هو أساس الحياة على كوكب الأرض ، ولا يستغني عنه إنسان ، ولا حيوان ، ولا نبات ، قال تعالى : - ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير ) سورة الحج 63 .
هناك ملاحظة مهمة ، وهى أنه رغم التبخير العظيم لماء الأرض ، إلا أن كمية الماء فيها وعليها ثابتة على الدوام ، الثبات راجع إلى الدوره الإلهية نفسها ، قال تعالى : - ( وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين ) سورة الحجر أية 22 ، حيث تؤكد الأية على أن ماء المطر لا يمكن تخزينه لأن مياه المطر سوف يتسرب حتماً إلى الجو ثانية ، لتتم الدورة المستمرة المسخرة بين مياه الأرض وغلافها الجوي ، فإن ما تفقده الأرض من مائها على هيئة بخار ، سرعان ما ترده لها السماء ثانية في صورة أمطار ، بحيث تكون كمية المياه المتبخرة من سطح الأرض مساوية تماماً لكمية المياه الراجعة إليها من السماء ، ويتضح هذا المعني في قوله تعالى : - ( وما أنتم له بخازنين ).
قال الله تعالى : - ( والسماء ذات الرجع ) سورة الطارق أية 11 ، والمقصود بالسماء هنا الغلاف الجوي ،( فهو يرجع لنا كل ما هو مفيد للبشرية ، ويرجع عنا كل ما هو ضار) ، فيرجع للأرض كل ما تبخر من ماء البحار والمحيطات المالح ، الذي لا يصلح للحياة ، ثم يعيده إلينا ماءاً عذبا فراتاً على شكل أمطار ، وكذلك يرجع لنا الغلاف الجوى إشارات البث الفضائي ، لنتابع الاحداث عبر القنوات مباشرة ، وفي نفس الوقت الغلاف الجوي يرجع عنا كل ما هو ضار كالشهب والنيازك وأشعة الشمس الضارة .
قال الله تعالى : - ( وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم ) سورة الحجر أية 21 ، مما يشير إلى توازن كمية الماء على سطح الأرض ، بحيث تظل ثابتة المقدار ، أما عن تسرب بعض مياه الأمطار في شقوق ومجاري ومنخفضات ، فسرعان ما يصعد مرة أخري علي هيئة عيون وآبار وينابيع ، والتي لم يعرف أن مائها ماء مطر إلا حديثاً ، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله : - ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ) سورة الزمر أية 21 .

قال تعالى : - ( أفرأيتم الماء الذي تشربون . أءنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون . لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون ) سورة الواقعة من الأية 68 إلي الأية 70 ، يقول الله لنا أفرأيتم الماء العذب الذي تشربونه ، هل أنتم أنزلتموه من السحاب أم نحن المنزلون ، بل أنت ياالله منزله ، سبحانك وتقدست اسمائك ولا حول ولا قوة إلا بك ، وتقرر الأية أن الله تعالى قادر على جعل هذا الماء العذب ماء مالح ، لعل الناس يشكرونه على نعمائه في عدم فعل ذلك ، ولقد توصل العلماء 
حديثاً إلى أن البرق عبارة عن : -  شرارة كهربائية قوية ، تؤدي إلى تفاعل بين الأكسجين والنيتروجين في الهواء الجوي ، ليتكون حمض النيتريك الذي يحول ماء المطر العذب إلى ماء حمضي لا يسيغه إنسان ولا حيوان في شرابه ، ولكن رحمة الله تحول دون حدوث ذلك ، فالحمد لله على رحمته بنا ، ربنا أغفر لنا ، وسامحنا ، وانزع حب الدنيا من قلوبنا ، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، واجعل نصرة دينك على أيدينا ، ولا تقبضنا إلا وأنت راض ٍعنا اللهم آميين .

والآن تعالوا نأخذ نبذه عن المطر الإصطناعي ، ما حقيقة هذا الأمر ؟ ، وما أخر ما توصل إليه العلماء في إسقاط مطر إصطناعي ؟  
المطر الإصطناعي هو عبارة عن رش نوى التكاثف ، في طبقات الجو العليا بإستخدام الطائرات لإستعجال السحب لتجود بالمطر، أو قذف أعالي السحب الركامية ببلورات الثلج الجاف ، أو رش نقط من الماء أسفل أو أعلى السحب ، وقد يستطيع العلماء أن يؤثروا على السحب العابرة أو يستمطروها بطرق اصطناعية داخل إطار ضيق وبنجاح محدود بإرادة الله ومشيئته ، هذا كل ما استطاع العلماء فعله في هذا الأمر حتي الآن .
وعندي سؤالان لحضراتكم : -
1 - هل يمكن للعلماء إسقاط المطر من سحابه لم تصل إلي درجة النضج المعين ؟ .
2 - هل العلماء هم من استقدموا بخار الماء إلى السحب ؟ .
كأني أسمعكم جميعا ، تقولون طبعاً لا ، وأنا معكم لا يستطيع العلماء فعل ذلك .
اسمحولى أوضح لحضراتكم ملحوظة أخيرة في هذه الحلقة ، وهى أن دورة الماء الطبيعية تعتبر بمثابة تكييف إلهى ، ولابد من استمرارها من أجل عدالة التوزيع الحراري على سطح الأرض ،فعندما يتبخر الماء ، يمتص كمية من الحرارة من الجو المحيط ، فيعمل على تلطيف جوها ، وعندما يتكثف بخار الماء ويتحول إلى سحاب وأمطار في المناطق الباردة ، فإنه يعيد إلي الجو الطاقة الحرارية نفسها ، التي اكتسبها عند تبخره من قبل ، وبهذا يتم رفع درجة حرارة المناطق الباردة . 

ما الفرق بين كلمة ريح ، ورياح في القرآن الكريم ؟
كلمة ريح في القرآن الكريم تستعمل للشّر
كما في قوله تعالى : - ( مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) سورة آل عمران أية 117. وقوله تعالى : - ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنصَرُونَ ) سورة فصلت أية 16 . وفي قوله تعالى : - ( إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ) سورة القمر أية 19 . وفي قوله تعالى : - ( حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ) سورة الحج أية 31  .
وفي قوله تعالى : - ( أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً ) سورة الإسراء أية 69 . 

أما كلمة الرياح فهي تستعمل في القرآن الكريم للخير
كالرياح المبشّرات كما في قوله تعالى : - (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) سورة البقرة أية 164 .  وفي قوله تعالى : - (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) سورة الأعراف أية 57 . وفي قوله تعالى : - ( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ) سورة الحجر أية 22 . وفي قوله تعالى : - (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ  ) سورة الجاثية أية 5  .
وفي قوله تعالى : - ( أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) سورة النمل أية 63 .


نكتفي بهذا القدر من معلومات حول هذا الموضوع ، على أن نبدأ الحلقة القادمة في موضوع جديد إن شاء الله .
أستودعكم الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات:

الحلقة الثلاثون  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : - أهلاً ومرحباً بكم ، لنكمل حديثنا في كتاب الله المنظور ، فعلى بركة الله نبدأ حلقة ...